
الارتجاع المعدي المريئي هو حالة شائعة تؤثر على عدد كبير من الأفراد حول العالم. وفقًا لتقرير صادر عن المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK) عام 2023، يحدث الارتجاع نتيجة ضعف العضلة العاصرة بين المريء والمعدة، مما يسمح بعودة محتويات المعدة الحمضية إلى المريء، مسببًا الشعور بحرقة المعدة وعدم الراحة. وتشير الدراسات إلى أن التغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي تلعب دورًا حيويًا في تقليل حدة الأعراض وتحسين جودة الحياة.
الدكتور "جون سميث"، أخصائي الجهاز الهضمي في مركز مايو كلينيك، صرح بأن «الارتجاع المعدي المريئي يمكن أن يكون له تأثير كبير على الحياة اليومية للمريض، ولكن مع التشخيص والعلاج المناسبين يمكن تحسين الأعراض بشكل كبير».
ما هو الارتجاع المعدي المريئي؟
الارتجاع المعدي المريئي هو عودة حمض المعدة إلى المريء بسبب ضعف العضلة العاصرة السفلى للمريء. غالبًا ما يتسبب ذلك في أعراض مزعجة مثل حرقة المعدة، التجشؤ، وصعوبة البلع. وأوضح تقرير المعهد الوطني أن نحو 20% من البالغين يعانون من ارتجاع مزمن يؤثر على حياتهم اليومية.
ستة نصائح للسيطرة على حرقة المعدة
يمكن تقليل أعراض حرقة المعدة المرتبطة بالارتجاع من خلال اتباع النصائح التالية:
- تجنب الأطعمة المهيجة: مثل الأطعمة المقلية، الحمضيات، الشوكولاتة، والكافيين.
- فقدان الوزن الزائد: الوزن الزائد يضغط على البطن ويزيد من خطر الارتجاع.
- التوقف عن التدخين: التدخين يضعف العضلة العاصرة للمريء.
- رفع مستوى الرأس أثناء النوم: يساعد رفع الرأس بنحو 15 سم في منع الحمض من العودة إلى المريء.
- تجنب الاستلقاء بعد الأكل مباشرة: الانتظار لمدة 2-3 ساعات يقلل من خطر الارتجاع.
- استخدام مضادات الحموضة: التي يمكن الحصول عليها بدون وصفة طبية.
ما هو دور فتق الحجاب الحاجز كسبب للارتجاع؟
أحد الأسباب الشائعة للارتجاع هو فتق الحجاب الحاجز، وهو حالة ترتفع فيها المعدة إلى الصدر من خلال فتحة في الحجاب الحاجز. عادةً لا يتطلب فتق الحجاب الحاجز علاجًا إلا إذا كان يؤدي إلى مضاعفات مثل زيادة خطر الاختناق أو تفاقم أعراض الارتجاع.
الدكتور "وائل عفيفي"، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، أوضح أن «فتق الحجاب الحاجز ليس دائمًا مسببًا للارتجاع، ولكن عندما يصاحبه ضعف في العضلة العاصرة السفلى للمريء، يصبح العلاج ضروريًا».
أهداف علاج الارتجاع المعدي المريئي
- القضاء على الأعراض: تحسين شعور المريض وراحته.
- الشفاء من الأضرار: إصلاح الأنسجة التالفة في المريء.
- منع المضاعفات: مثل تضيق المريء أو القرح.
- تجنب عودة المرض: من خلال التزام المريض بالعلاج ونمط الحياة الصحي.
الاختبارات لتشخيص مشاكل الارتجاع
تشمل الاختبارات المستخدمة لتشخيص الارتجاع المعدي المريئي وفتق الحجاب الحاجز:
- وجبة الباريوم: تصوير السبيل الهضمي العلوي.
- المنظار العلوي: لفحص المريء والمعدة والاثني عشر.
- مراقبة درجة الحموضة لمدة 24 ساعة: لقياس كمية الحمض المرتجع.
- قياس ضغط المريء: لتقييم وظيفة العضلة العاصرة السفلى.
الدكتور "سامي عطية"، أخصائي الجهاز الهضمي، أشار إلى أن «إجراء التنظير المبكر في الحالات المزمنة يمكن أن يساهم في تجنب المضاعفات طويلة المدى».
هل يتطلب الارتجاع وفتق الحجاب الحاجز عملية جراحية؟
وتحتاج نسبة صغيرة من المرضى الذين لا يستجيبون للعلاج الطبي إلى التدخل الجراحي.
عملية نيسن لطي المعدة هي الإجراء الأكثر شيوعًا لعلاج الارتجاع وفتق الحجاب الحاجز، حيث تقوي العضلة العاصرة السفلى. ووفقًا لدراسة حديثة، فإن هذه العملية فعالة بنسبة 90% في تقليل الأعراض لدى المرضى.
الدكتور "مارك ويلسون"، جراح متخصص في التنظير، أكد أن «عملية نيسن توفر خيارًا جراحيًا فعّالًا للمرضى الذين يعانون من ارتجاع حاد ومضاعفات مستمرة».
ويعد الارتجاع المعدي المريئي وفتق الحجاب الحاجز هما حالتان تؤثران بشكل كبير على حياة المرضى. ومع ذلك، يمكن إدارة الأعراض من خلال تغييرات في نمط الحياة، والعلاج الطبي المناسب، وفي بعض الحالات التدخل الجراحي. وأكد الدكتور "جون سميث" أن «الفهم الجيد لأسباب المرض والعلاج المناسب يمكن أن يعيد للمريض جودة حياته».