مدونة
جرثومة المعدة.. قاتل صامت في أحشاء الإنسان
جرثومة المعدة.. قاتل صامت في أحشاء الإنسان
المععدة
جرثومة المعدة.. قاتل صامت في أحشاء الإنسان
calendar
2024-12-13
تعتبر جرثومة المعدة أو "الملوية البوابية" (Helicobacter pylori) من أكثر أنواع البكتيريا شيوعًا في العالم، حيث يُصاب بها نسبة كبيرة من البشر دون أن يدركوا ذلك.
doctor avatar
طريق الصحه
degree
-
reviews
0 مرجعات
rating
0

تعتبر جرثومة المعدة أو "الملوية البوابية" (Helicobacter pylori) من أكثر أنواع البكتيريا شيوعًا في العالم، حيث يُصاب بها نسبة كبيرة من البشر دون أن يدركوا ذلك.



 تعد هذه البكتيريا المسببة الأولية للكثير من المشكلات الصحية في الجهاز الهضمي، بما في ذلك القرحة المعدية والاثني عشرية، وأحيانًا قد تؤدي إلى تطور السرطان في المعدة إذا لم يتم علاجها بشكل مناسب.



ما هي؟



جرثومة المعدة هي بكتيريا حلزونية الشكل تعيش في الغشاء المخاطي للمعدة، هذه البكتيريا تتكيف بشكل مثالي مع البيئة الحمضية للمعدة، حيث تعيش وتتكاثر بشكل غير مرئي للكثير من الأشخاص لفترات طويلة.



وتكمن خطورة هذه الجرثومة في أنها لا تقتصر على إحداث التهابات مؤقتة، بل يمكن أن تتسبب في مشكلات مزمنة وأضرار طويلة المدى في حال عدم معالجتها.



بناءً على دراسات طبية، يشير الباحثون إلى أن حوالي 50% من سكان العالم مصابون بهذه الجرثومة، ومع ذلك، فإن معظم المصابين لا يعانون من أي أعراض ملحوظة.



كيف تنتقل؟



تنتقل جرثومة المعدة عادة عن طريق الفم، من خلال تناول الطعام أو الماء الملوث بالبكتيريا، كما أن التلامس المباشر مع إفرازات الشخص المصاب، سواء كانت عن طريق اللعاب أو اللمس، قد يسهم في نقل العدوى، في البلدان التي تعاني من قلة مستوى النظافة العامة أو المياه غير المعقمة، تنتشر هذه العدوى بشكل أكبر.



أعراض جرثومة المعدة


من المهم ملاحظة أن جرثومة المعدة قد لا تسبب أعراضًا مباشرة عند الكثير من الأشخاص. ومع ذلك، في بعض الحالات قد تؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة، تشمل:



-آلام في البطن أو الشعور بحرقان في المعدة، خاصةً بعد تناول الطعام.

-الغثيان أو القيء، خصوصًا في الصباح.

-فقدان الشهية وفقدان الوزن غير المبرر.

-انتفاخ البطن والشعور بالشبع بسرعة.


في الحالات المتقدمة، قد تظهر أعراض مثل نزيف في المعدة أو براز دموي.


يُعزى ظهور هذه الأعراض إلى التهاب المعدة الذي تسببه البكتيريا، مما يؤدي إلى تدمير الغشاء المخاطي الذي يحمي جدار المعدة من الأحماض الهضمية.


التشخيص

تشخيص جرثومة المعدة يتطلب اختبارات طبية دقيقة للكشف عن وجود البكتيريا في المعدة. تشمل هذه الاختبارات:


اختبار النفس (Urea breath test): من أكثر الاختبارات شيوعًا، حيث يتم شرب مادة تحتوي على اليوريا، وعند تحللها بواسطة الجرثومة، تُنتج غازًا يمكن كشفه في النفس.


فحص الدم: للكشف عن الأجسام المضادة للبكتيريا.


تنظير المعدة (Endoscopy): في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إجراء تنظير للمعدة للحصول على عينة من الأنسجة (خزعة) وفحصها تحت المجهر.


العلاج

لحسن الحظ، يمكن علاج جرثومة المعدة بنجاح باستخدام المضادات الحيوية وأدوية تقليل الحموضة. يعتمد العلاج عادة على تناول مزيج من الأدوية لمدة تتراوح بين 10 إلى 14 يومًا، وهذا يشمل:


المضادات الحيوية: مثل أموكسيسيلين و كلاريثروميسين للقضاء على الجرثومة.


أدوية تقليل الحموضة: مثل مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، التي تقلل من إنتاج الأحماض في المعدة، مما يسمح للغشاء المخاطي بالتعافي من الالتهابات.


العلاج التكميلي: في بعض الحالات، قد يُوصي الأطباء باستخدام أدوية أخرى لتخفيف الأعراض مثل السوكرالفات (Sucralfate) التي تحمي جدار المعدة.


وفقًا لدراسات طبية منشورة في "المجلة الطبية العربية" (Arab Medical Journal)، يمكن علاج 95% من الحالات بنجاح إذا تم اتباع خطة العلاج الدوائي بشكل صحيح.


الوقاية

الوقاية من جرثومة المعدة تعتمد بشكل كبير على الحفاظ على نظافة الطعام والماء، وذلك يشمل:


-شرب مياه مضمونة المصدر.

-غسل اليدين جيدًا قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام.

-التأكد من نظافة الطعام وتجنب تناوله من أماكن غير موثوقة.

مدونات مقترحة