
أحد الدراسات الحديثة التي أُجريت على مرض التصلب العصبي المتعدد جاءت من المركز الوطني للصحة العصبية والدماغية (National Institute of Neurological Disorders and Stroke - NINDS) في الولايات المتحدة.
وتتناول هذه الدراسة تأثير الفيروسات على تطور مرض التصلب العصبي المتعدد، وتُشير إلى أن العدوى ببعض الفيروسات قد تعمل كعامل محفز للمرض في الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي. الدراسة نشرت في عام 2023 في مجلة الطب العصبي العصري (Modern Neurological Medicine).
النتائج الرئيسية للدراسة:
فيروس إبشتاين-بار (EBV): تشير النتائج إلى أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من العدوى بفيروس إبشتاين-بار هم أكثر عرضة لتطوير مرض التصلب العصبي المتعدد. وأظهرت البيانات أن الفيروس يُحدث استجابة مناعية غير طبيعية، حيث يبدأ جهاز المناعة في مهاجمة الميالين (الغلاف العازل للأعصاب) في الدماغ والنخاع الشوكي.
العدوى الفيروسية وأثرها على جهاز المناعة: أظهرت الدراسة أن الفيروسات قد تساهم في تحفيز استجابة مناعية غير ملائمة، حيث تبدأ الخلايا المناعية في الجسم بمهاجمة الخلايا العصبية السليمة بعد أن "تتذكر" الفيروسات التي مرت بها سابقًا، مما يسبب التهاب الأعصاب.
العوامل البيئية: أضافت الدراسة أن نقص الفيتامين D، خاصة في المناطق الباردة البعيدة عن خط الاستواء، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، ويُعتقد أن التعرض المحدود لأشعة الشمس خلال فترات معينة قد يساهم في ارتفاع معدلات الإصابة.
التأثير الوراثي: تم ربط وجود بعض الجينات الوراثية المعينة في الأفراد الذين يصابون بالتصلب العصبي المتعدد. على الرغم من أن المرض ليس وراثيًا بحتًا، فإن وجود تاريخ عائلي للمرض قد يزيد من احتمال الإصابة.
التوصيات المستقبلية:
البحث المستمر: أشار الباحثون في الدراسة إلى أهمية إجراء المزيد من الأبحاث لفهم الدور الذي تلعبه العدوى الفيروسية بشكل دقيق في تطور المرض، وهو أمر ضروري لتحسين أساليب الوقاية والعلاج.
الاستراتيجيات الوقائية: أوصى الباحثون بتطوير لقاحات أو أدوية يمكن أن تعزز المناعة ضد الفيروسات المسببة للتصلب العصبي المتعدد أو أن تكون وسيلة للحد من تأثيراتها السلبية على الجهاز العصبي.
استنتاجات الدراسة:
الدراسة تبرز العلاقة المعقدة بين الفيروسات، جهاز المناعة، والعوامل البيئية كعوامل محفزة لتطور مرض التصلب العصبي المتعدد. وفقًا للباحثين، فإن فهم هذه العلاقة هو الخطوة الأولى نحو علاج أفضل لهذا المرض المزمن.
تصريحات من الأطباء حول نتائج الدراسة:
د. جينيفر لوك، أستاذة الأعصاب في جامعة كاليفورنيا: "النتائج الجديدة التي توصلنا إليها تؤكد الدور الهام للفيروسات في تحفيز التصلب العصبي المتعدد، ونأمل أن يسهم هذا الاكتشاف في تطوير علاجات فعالة للمرض."
د. مارك كولينز، باحث في الأمراض العصبية بمستشفى جون هوبكنز: "رغم أن التصلب العصبي المتعدد لا يزال غير قابل للعلاج التام، إلا أن فهمه بشكل أعمق يعني أننا أصبحنا أقرب من أي وقت مضى لإيجاد علاجات أكثر فعالية تُحسن نوعية حياة المرضى."
المصدر:
-"The Role of Viruses in Multiple Sclerosis Development." Modern Neurological Medicine,
2023.
-National Institute of Neurological Disorders and Stroke (NINDS).