
تعد اللوزتين جزءًا من جهاز المناعة في الجسم، حيث تلعب دورًا مهمًا في مكافحة العدوى والبكتيريا التي تدخل من خلال الأنف والفم، لكن في بعض الأحيان، يمكن أن تتعرض اللوزتين لالتهابات وأمراض تؤثر على صحة الشخص وقدرته على التنفس والبلع بشكل طبيعي.
في هذا المقال، سنتعرف على أبرز أمراض اللوزتين، أسباب حدوثها، الأعراض المصاحبة لها، وطرق العلاج والوقاية، بالإضافة إلى المصادر الموثوقة التي تدعم هذه المعلومات.
ما هي اللوزتين؟
اللوزتين هما جزءان صغيران من الأنسجة تقعان في مؤخرة الحلق على جانبي الحنك الرخو. تعتبر اللوزتين جزءًا من جهاز المناعة، حيث تعملان على تصفية الجراثيم والبكتيريا التي تدخل الجسم عن طريق الفم والأنف.
كما تساعدان في إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تساهم في مقاومة العدوى، ورغم الدور الحيوي الذي تلعبه اللوزتين في الجسم، إلا أنهما قد تصابان بعدة أمراض تتسبب في التورم والألم، وفي بعض الحالات قد تستدعي التدخل الطبي.
أمراض اللوزتين الشائعة
التهاب اللوزتين الحاد: هو أحد أكثر الأمراض شيوعًا التي تصيب اللوزتين، ويحدث بسبب العدوى الفيروسية أو البكتيرية. يسبب التهاب اللوزتين تورمًا واحمرارًا، وقد يصاحبه ألم شديد في الحلق وصعوبة في البلع. يمكن أن يصاب الشخص بالتهاب اللوزتين بسبب فيروسات مثل الفيروسات المسببة للزكام أو الأنفلونزا، أو بسبب بكتيريا مثل العقدية المقيحة (Streptococcus pyogenes)، التي تسبب التهاب الحلق البكتيري.
تشير الدراسات من المعهد الوطني للصحة العامة في مصر إلى أن التهاب اللوزتين البكتيري يحتاج إلى علاج بالمضادات الحيوية للحد من خطر المضاعفات.
التهاب اللوزتين المزمن: يحدث التهاب اللوزتين المزمن عندما يعاني الشخص من التهاب مستمر أو متكرر في اللوزتين على مدار عدة أشهر. قد يصاحب هذا النوع من الالتهاب حدوث خراجات (صديد) حول اللوزتين أو زيادة في حجم اللوزتين مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس أو البلع. التهاب اللوزتين المزمن يمكن أن يؤثر على الحياة اليومية بشكل كبير ويحتاج إلى متابعة طبية منتظمة.
خراج اللوزتين (أبسه اللوزتين): هو أحد المضاعفات التي قد تحدث نتيجة التهاب اللوزتين. يحدث الخراج عندما تتجمع القيح داخل الأنسجة المحيطة باللوزتين، مما يؤدي إلى تورم وألم شديد. قد يحتاج الخراج إلى تصريف جراحي في بعض الحالات، وقد يُعطى المريض المضادات الحيوية لتجنب انتشار العدوى.
اللوزتين المتضخمتين: يمكن أن يحدث تضخم اللوزتين بسبب التهاب مزمن أو العدوى المتكررة. وفي بعض الحالات، قد يسبب التضخم صعوبة في التنفس، خصوصًا أثناء النوم، مما يؤدي إلى انقطاع التنفس أثناء النوم.
اللوزتين المتضخمتين يمكن أن يكون لهما تأثير سلبي على الأطفال، حيث قد يواجهون صعوبة في النوم والتحدث والبلع. وفقًا لدراسة نشرتها جامعة عين شمس، يمكن أن يؤدي تضخم اللوزتين إلى مشاكل في التنفس وارتفاع خطر الإصابة بالتهابات الأذن (المصدر: جامعة عين شمس).
أعراض أمراض اللوزتين
تختلف أعراض أمراض اللوزتين حسب نوع المرض، لكن الأعراض الشائعة تشمل:
ألم في الحلق: يصاحبه صعوبة في البلع.
تورم اللوزتين: قد تصبح اللوزتين حمراء ومتورمة.
وجود بقع بيضاء أو صديد على اللوزتين: وهي من علامات الالتهاب البكتيري.
حمى: ارتفاع درجة الحرارة نتيجة العدوى.
صعوبة في التنفس أو النوم: في حالة تضخم اللوزتين.
رائحة كريهة من الفم: بسبب العدوى أو تراكم الصديد.
تشخيص أمراض اللوزتين
يعتمد تشخيص أمراض اللوزتين على الفحص السريري الذي يقوم به الطبيب، حيث يقوم الطبيب بفحص الحلق واللوزتين للتحقق من وجود أي تورم أو صديد، قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء اختبار مسحة الحلق (اختبار ثقافة الحلق) للتأكد من وجود عدوى بكتيرية، مثل بكتيريا العقدية. في بعض الحالات، قد يتم استخدام الأشعة السينية أو الفحوصات المخبرية لتقييم حالة اللوزتين بشكل أكثر دقة.
علاج أمراض اللوزتين
تختلف طرق العلاج حسب نوع المرض:
العلاج بالمضادات الحيوية: في حالات التهاب اللوزتين البكتيري، يُوصي الأطباء باستخدام المضادات الحيوية مثل البنسلين أو الأموكسيسيلين للحد من العدوى (المصدر: دورية الطب الباطني).
الأدوية المسكنة: يمكن استخدام مسكنات الألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم والتورم.
الجراحة (استئصال اللوزتين): في حالات التهاب اللوزتين المزمن أو الخراجات المتكررة، قد يُنصح بإجراء عملية جراحية لإزالة اللوزتين.
ويُعتبر استئصال اللوزتين من أكثر الإجراءات الجراحية شيوعًا في علاج التهابات اللوزتين المزمنة، ويُحسن من صحة الشخص بشكل عام.
الوقاية من أمراض اللوزتين
للوقاية من أمراض اللوزتين، يُنصح باتباع بعض الإرشادات المهمة:
غسل اليدين بانتظام: لتجنب انتقال العدوى من شخص لآخر.
تجنب ملامسة الأشخاص المصابين: خاصة إذا كانوا يعانون من التهاب في الحلق أو نزلات البرد.
شرب السوائل بكميات كبيرة: للحفاظ على رطوبة الحلق.
الابتعاد عن التدخين: حيث يزيد التدخين من خطر الإصابة بالتهاب اللوزتين.