
يعد العلاج بالتبريد (Cryotherapy) من بين أحدث وأكثر العلاجات الطبية إثارة في العصر الحديث، حيث يستخدم درجات حرارة منخفضة لتقديم الفوائد العلاجية للعديد من الحالات المرضية ويعتمد هذا النوع من العلاج على تجميد الأنسجة أو تعريض الجسم بشكل عام لدرجات حرارة منخفضة بهدف التخفيف من الألم، تسريع عملية الشفاء، وتعزيز الأداء الرياضي.
في هذا المقال، سوف نستعرض فوائد العلاج بالتبريد، تطبيقاته، وآلية عمله، بالإضافة إلى الدعم العلمي والتجارب التي تؤكد فعاليته.
تعريف العلاج بالتبريد
العلاج بالتبريد هو استخدام درجات حرارة شديدة البرودة لعلاج مجموعة من المشاكل الصحية، من الإصابات الرياضية إلى الأمراض الجلدية وحتى التهابات المفاصل. يُستخدم العلاج عادةً في شكل العلاج الموضعي حيث يتم تطبيقه على منطقة معينة من الجسم أو قد يُستخدم في شكل العلاج بالتبريد الكامل حيث يتم تعريض الجسم بأسره لدرجات حرارة منخفضة. يتم في هذه العملية خفض درجة حرارة الأنسجة المصابة بهدف تقليل التورم والألم، وتحفيز عملية الشفاء.
حسب تقرير صادر عن "الجمعية الأمريكية لطب الأمراض الرياضية"، يشمل العلاج بالتبريد العديد من الأساليب مثل الحمامات الثلجية، والضغط البارد، وتجميد الأنسجة باستخدام النيتروجين السائل، فضلًا عن "الغرف المبردة" التي تُستخدم لعلاج الجسم بالكامل.
كيف يعمل العلاج بالتبريد؟
يستفيد العلاج بالتبريد من التأثيرات الفسيولوجية لتعرض الأنسجة لدرجات حرارة منخفضة، فعند تعريض الجسم أو منطقة معينة منه للبرودة، تتقلص الأوعية الدموية في الجسم، مما يقلل من تدفق الدم إلى المنطقة المتأثرة.
هذا يساهم في تقليل التورم والتهاب الأنسجة، وعند إزالة التأثير البارد، يحدث توسع للأوعية الدموية وزيادة في تدفق الدم، مما يساعد على تسريع عملية الشفاء، كما يُحسن من تدفق الأوكسجين والمواد المغذية إلى الأنسجة التالفة.
وفقًا لدراسات في "مجلة العلاج الطبيعي والتأهيل"، أظهرت الأبحاث أن العلاج بالتبريد يمكن أن يقلل من الآلام بشكل فعال من خلال تقليل تأثيرات الالتهابات على الأعصاب، مما يجعل هذا العلاج مفيدًا في تخفيف آلام المفاصل، والإصابات الرياضية، وحتى في حالات التورم بعد العمليات الجراحية.
فوائد العلاج بالتبريد
يُعتمد العلاج بالتبريد في مجموعة متنوعة من الحالات الصحية بفضل فوائده المتعددة، والتي تشمل:
- تسريع الشفاء من الإصابات الرياضية: يُستخدم العلاج بالتبريد بشكل واسع في المجال الرياضي، حيث يساهم في تقليل التورم والألم الناتج عن الإصابات الرياضية، وفقًا لتقرير صادر عن "مجلة الرياضة الطبية"، يساعد العلاج بالتبريد في تقليل التهابات العضلات والمفاصل التي تحدث بعد التمرينات الرياضية الشاقة.
- التقليل من الألم والتورم: يمكن أن يساعد العلاج بالتبريد في تقليل الآلام المرتبطة بالحالات المزمنة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، حيث يمكن أن يؤدي إلى تخفيف التورم والالتهابات وتحسين حركة المفاصل.
- تحفيز الدورة الدموية: بعد تعرض الجسم للبرودة، يحدث تمدد للأوعية الدموية التي كانت قد انقبضت، مما يساهم في تحسين الدورة الدموية وتدفق الأوكسجين والمواد المغذية إلى الأنسجة المتضررة.
- علاج بعض الأمراض الجلدية: يستخدم العلاج بالتبريد في معالجة بعض المشاكل الجلدية مثل الثآليل، البقع الجلدية، وبعض أنواع الأكزيما والصدفية. بحسب موقع "WebMD" الطبي، يعد العلاج بالتبريد من الطرق الفعالة في التخلص من الثآليل الجلدية عن طريق تجميد الأنسجة المتضررة.
- تحسين الأداء الرياضي: يفضل العديد من الرياضيين استخدام العلاج بالتبريد لتحسين أداء العضلات والمفاصل بعد جلسات التدريب الشاقة، حيث يساعد العلاج في تقليل الآلام ويعزز الاستشفاء العضلي.
التطبيقات الحديثة للعلاج بالتبريد
خلال السنوات الأخيرة، شهد العلاج بالتبريد تطورًا ملحوظًا في مجالات مختلفة من الطب والرياضة، وفي دراسة حديثة منشورة في "مجلة الطب الرياضي"، أظهرت التجارب التي خضع لها الرياضيون أن استخدام الغرف المبردة، التي يتعرض فيها الشخص لدرجات حرارة تصل إلى -110 درجة مئوية، يمكن أن يساعد بشكل كبير في تقليل آلام العضلات والأنسجة الضامة.
كما يتم استخدام العلاج بالتبريد في بعض المستشفيات لتحسين عملية الشفاء بعد الجراحة، خاصة بعد عمليات العظام أو الأنسجة الرخوة، وفقًا للباحثين في "مركز الطب الرياضي"، فإن العلاج بالتبريد يساعد على تقليل مدة النقاهة بعد الجراحة والتقليل من الحاجة إلى تناول المسكنات القوية.
آثار جانبية واحتياطات
رغم الفوائد المتعددة للعلاج بالتبريد، إلا أن هناك بعض الاحتياطات التي يجب أخذها في الحسبان. يجب تجنب العلاج بالبرودة في الحالات التي تشمل اضطرابات الدورة الدموية أو الإصابة بحساسية للبرودة، وفقًا لـ"مركز الوطني للمعلومات الطبية"، ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو مشاكل الأوعية الدموية استشارة الطبيب قبل الخضوع لهذا العلاج.