
الألم هو إشارة طبيعية يرسلها الجهاز العصبي إلى الدماغ ليُعلمه بوجود خطر أو إصابة تستدعي الانتباه، وقد يكون الألم مؤقتًا (حادًا) أو مستمرًا (مزمنًا)، وتختلف أنواعه وأسبابه وطرق علاجه بناءً على الحالة التي يمر بها المريض.
الألم الحاد
الألم الحاد هو نوع من الألم الذي يظهر فجأة نتيجة إصابة أو مرض، ويعدّ تحذيرًا للجسم للبحث عن علاج أو حماية منطقة معينة، ووفقًا لدراسة نُشرت عام 2023 في مجلة Pain Medicine Journal، يستمر الألم الحاد لفترة قصيرة، غالبًا أقل من ستة أشهر، ويختفي مع علاج المسبب.
أسباب الألم الحاد
الإصابات الجسدية: كسور العظام، الجروح، الحروق.
الجراحات: ألم ما بعد العمليات الجراحية.
الإجراءات الطبية: مثل إجراءات الأسنان العلاجية.
الحالات الطارئة: مثل الولادة أو الالتهابات الحادة.
أعراض الألم الحاد
-ظهور مفاجئ للألم.
-توضع الألم في منطقة معينة من الجسم.
-اختفاء الألم عند زوال المسبب أو علاجه.
تصريح طبيب
وصرّح الدكتور «جوناثان سميث»، أستاذ طب الألم بجامعة هارفارد: «الألم الحاد هو استجابة وقائية تهدف إلى تحفيز الجسم على معالجة الإصابة بسرعة، ولكن عدم علاجه قد يؤدي إلى تحوله إلى ألم مزمن».
الألم المزمن
الألم المزمن هو ألم مستمر أو متكرر يستمر لأكثر من ثلاثة إلى ستة أشهر حتى بعد شفاء الجرح أو الإصابة الأصلية. ويُعدّ من أكثر أشكال الألم التي تؤثر على جودة الحياة.
أسباب الألم المزمن
إصابات سابقة: مثل الإصابات الرياضية أو الحوادث.
الأمراض المزمنة: مثل التهاب المفاصل، وأمراض السرطان.
آلام الأعصاب: نتيجة تلف الأعصاب كما في مرض السكري.
اضطرابات نفسية: مثل الاكتئاب والقلق.
أنواع الألم المزمن
-الصداع المزمن.
-آلام أسفل الظهر.
-الألم الناتج عن السرطان.
-الألم الوهمي: مثل الألم الناتج عن بتر الأطراف.
تصريح طبيب
وصرّح الدكتور «مارك ديفيدسون» من Mayo Clinic: «الألم المزمن قد يكون نتيجة تفاعل معقد بين الجهاز العصبي والدماغ، مما يجعل علاجه يتطلب استراتيجية شاملة».
الفروق بين الألم الحاد والمزمن
المدة: الألم الحاد قصير المدى بينما المزمن طويل الأمد.
الهدف: الألم الحاد تنبيه لحالة طارئة، أما المزمن فهو ناتج عن خلل مستمر.
الأثر النفسي: الألم المزمن يرتبط غالبًا بالقلق والاكتئاب بسبب تأثيره طويل الأمد على جودة الحياة.
تشخيص الألم
الفحص السريري:
-تحديد موقع الألم ومدته.
-استجواب المريض عن الأعراض المرتبطة.
الفحوصات التشخيصية:
-التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
-الأشعة السينية.
-اختبارات الأعصاب.
الاستبيانات:
-تقييم درجة الألم باستخدام مقياس بصري (0-10).
-استبيانات جودة الحياة لتقييم تأثير الألم.
تصريح طبيب
وذكر الدكتور «مايكل كولينز» من Johns Hopkins Medicine: «التشخيص الدقيق للألم هو الخطوة الأولى لوضع خطة علاجية فعالة ومتكاملة».
علاج الألم
يتوقف علاج الألم على شدته ونوعه (حاد أو مزمن) وأسبابه. وتشمل العلاجات:
1. الأدوية:
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل إيبوبروفين ونابروكسين.
أسيتامينوفين: مثل بانادول.
الأدوية المخدرة: مثل المورفين والكوديين.
الأدوية الموضعية: مثل كريمات الليدوكائين.
مضادات الاكتئاب: لتخفيف آلام الأعصاب المزمنة.
مضادات الصرع: لعلاج آلام الأعصاب.
2. العلاجات غير الدوائية:
العلاج الطبيعي: لتحسين حركة العضلات وتقليل الألم.
التغذية الراجعة الحيوية (Biofeedback): تدريب الجسم على التحكم في الألم.
الوخز بالإبر: أسلوب علاجي صيني تقليدي أثبت فعاليته.
التحفيز الكهربائي: باستخدام تيارات كهربائية خفيفة لتخفيف الألم.
3. العلاجات النفسية:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): لمعالجة التأثيرات النفسية للألم.
تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل والتنفس العميق.
4. التدخلات الجراحية:
حقن حجب العصب: لعزل الأعصاب المسؤولة عن الألم.
زراعة أجهزة تحفيز الأعصاب: لتحفيز الأعصاب والسيطرة على الألم.
تصريح طبيب
وأشارت الدكتورة «جينيفر كينيدي» من جامعة ستانفورد: «الألم المزمن يتطلب نهجًا متعدد التخصصات، حيث أن الجمع بين الأدوية والعلاج الطبيعي والدعم النفسي يزيد من فعالية العلاج».
مضاعفات الألم المزمن
-التأثير على نوعية الحياة.
-اضطرابات النوم.
-ضعف العلاقات الاجتماعية بسبب التوتر الدائم.
-تطور القلق والاكتئاب.
الوقاية من الألم
-تجنب الإجهاد البدني المفرط.
-الالتزام بالوضعيات السليمة أثناء الجلوس والوقوف.
-ممارسة الرياضة بانتظام.
-الحصول على فحوصات دورية لمراقبة الصحة.
تصريح طبيب
وقال الدكتور «جون سميث» من Cleveland Clinic: «معالجة الأسباب المبكرة للألم الحاد يمكن أن تمنع تحوله إلى ألم مزمن».