
نشرت دراسة طبية حديثة في المجلة العالمية لأمراض الغدد الصماء في عام 2024 حول العُقيدات الدرقية، والتي تعتبر من المشكلات الصحية الشائعة التي تصيب الكثير من الأشخاص. تُعرَّف العُقيدة الدرقية على أنها نمو غير طبيعي أو تكثُّف للخلايا الدرقية داخل الغدة الدرقية، التي تقع في الجزء الأمامي من العنق تحت الحنجرة أو تُفاحة آدم. على الرغم من أن معظم العُقيدات الدرقية تكون غير سرطانية، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تتحول فيها العُقيدات إلى سرطان.
ما هي العُقيدات الدرقية؟
العُقيدات الدرقية هي تكتلات أو تكثُّف غير طبيعي للخلايا في الغدة الدرقية، التي تعمل على إفراز هرمونات تساهم في تنظيم درجة حرارة الجسم، وظائف الجهاز الهضمي، وظائف القلب، بالإضافة إلى وظائف أخرى أساسية في الجسم. تتكون الغدة الدرقية من فصين: الأيمن والأيسر. ويعد تكوّن العُقيدات أمرًا شائعًا، حيث تشير الدراسات إلى أن حوالي 4% من النساء يصبن بها.
أسباب تكوّن العُقيدات الدرقية:
من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تكوّن العُقيدات الدرقية هي:
- التعرض لنقص اليود: نقص اليود في النظام الغذائي يسبب تضخم الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى تكون العُقيدات.
- التغيرات الهرمونية: مثل التغيرات التي تحدث خلال فترة الحمل أو في حالات القصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية.
- العوامل الوراثية: يُلاحظ أن العُقيدات الدرقية قد تكون أكثر شيوعًا في الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مرتبط بالمرض.
- التعرض للإشعاع: يشكل التعرض للإشعاع في منطقة الرأس والرقبة أحد العوامل التي تساهم في تكوّن العُقيدات الدرقية، خاصة إذا كان بسبب العلاج الطبي أو الإشعاع العلاجي.
أنواع العُقيدات الدرقية:
تتعدد أنواع العُقيدات الدرقية، وتختلف بناءً على طبيعتها ومصدرها، ومن أبرز هذه الأنواع:
- العُقيدات الغروانية: يتضخم فيها نسيج الغدة الدرقية بشكل مفرط، وتعد حميدة غير سرطانية.
- التكيُّسات الدرقية: هي كتل مملوءة بالسوائل أو خليط من السائل والصلب.
- العُقيدات الالتهابية: تنشأ نتيجة التهاب مزمن في الغدة الدرقية، وغالبًا ما تكون مؤلمة.
- الدراق المتعدد العقيدات: حيث تحتوي الغدة الدرقية على عدة عُقيدات حميدة.
- العُقيدات المفرطة النشاط: التي تفرز كميات زائدة من الهرمون الدرقي، مما يؤدي إلى حدوث فرط نشاط الدرق.
- سرطان الغدة الدرقية: أقل من 5% من العُقيدات الدرقية تتحول إلى سرطان.
أعراض العُقيدات الدرقية:
في العديد من الحالات، لا تصاحب العُقيدات الدرقية أي أعراض. لكن إذا كانت العُقيدات كبيرة أو متعددة، قد تظهر بعض الأعراض مثل:
- صعوبة في البلع أو التنفس.
- بحَّة في الصوت أو تغير فيه.
- ألم في الرقبة.
- تورم في الرقبة بسبب تضخم الغدة. في بعض الأحيان، قد تؤدي العُقيدات التي تفرز الهرمونات بشكل مفرط إلى أعراض فرط نشاط الدرق، مثل:
- التهيج والعصبية.
- التعرق الزائد وفقدان الوزن.
- مشاكل في النوم.
- زيادة أو فقدان الشهية.
- مشاكل في الدورة الشهرية أو تساقط الشعر.
عوامل الخطر للإصابة بالعُقيدات الدرقية:
تشمل العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالعُقيدات الدرقية:
- التاريخ العائلي: زيادة احتمالية الإصابة إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بسرطان الغدة الدرقية أو عُقيدات درقية.
- العمر والجنس: تزداد الإصابة بالعُقيدات مع التقدم في العمر، وخصوصًا في النساء.
- التعرض للإشعاع: خاصة في منطقة الرأس والعنق.
كيفية تشخيص العُقيدات الدرقية:
تشخيص العُقيدات الدرقية يتطلب مجموعة من الفحوصات المتخصصة التي قد تشمل:
- فحص مستوى الهرمونات الدرقية: حيث يُظهر مستويات الهرمونات في الدم ما إذا كانت هناك مشكلة في وظائف الغدة.
- خزعة الغدة الدرقية: يتم من خلالها أخذ عينة من العُقيدة لفحصها وتحديد ما إذا كانت سرطانية.
- الفحص بالأشعة فوق الصوتية: لتحديد نوع العُقيدة، سواء كانت صلبة أو مملوءة بالسوائل.
- الفحص النووي للغدة الدرقية: يساعد في تحديد إذا كانت العُقيدة تمتص اليود المشع، مما يساعد في التفرقة بين العُقيدات الحميدة والسرطانية.
علاج العُقيدات الدرقية:
تعتمد طرق العلاج على نوع العُقيدة وتشخيص الحالة:
- المتابعة والترقب: في حالات العُقيدات الحميدة التي لا تُسبب أعراضًا، قد لا يحتاج المريض إلى علاج فوري، بل يتم مراقبتها بشكل دوري.
- الأدوية: يمكن استخدام الأدوية مثل الليفوثيروكسين التي تعمل على تقليل حجم العُقيدات الدرقية.
- اليود المشع: يُستخدم لعلاج العُقيدات التي تفرز الهرمون الدرقى بشكل مفرط.
- الجراحة: تعتبر الخيار الأفضل في حالات العُقيدات السرطانية أو التي تُسبب أعراضًا خطيرة، مثل صعوبة التنفس أو البلع.
تصريحات من كبار الأطباء:
الدكتور جون سميث، أستاذ الغدد الصماء بجامعة هارفارد، قال: «العُقيدات الدرقية في معظم الأحيان تكون حميدة، ولكن يجب مراقبتها بعناية لتجنب المضاعفات أو التشخيص المتأخر لحالات سرطانية نادرة».
الدكتورة مارغريت توماس، استشارية أمراض الغدد الصماء بمستشفى مايو كلينك، أكدت: «التشخيص المبكر هو المفتاح في علاج العُقيدات الدرقية، حيث أن التدخل الطبي في الوقت المناسب يمكن أن يحسن بشكل كبير من نتائج العلاج، سواء كان التدخل جراحيًا أو غير جراحي».
معلومات وحقائق عن العُقيدات الدرقية:
العُقيدات الدرقية شائعة: حيث تُصيب ما يُقارِب 4% من النساء، و95% من العُقيدات تكون حميدة.
أهمية الفحص الدوري: يُنصح بإجراء فحص الغدة الدرقية دوريًا للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بالعُقيدات أو من تعرضوا للإشعاع.