التخصصات الطبية

بحث طبي.. الكِيسات البَنكرياسية الحقيقية والكاذبة

2024-12-10

طريق الصحه

-

---

0 مرجعات

---

0

البنكرياس هو عضو مهم في جسم الإنسان، حيث يعد جزءًا من الجهاز الهضمي والغدد الصماء، إذ يقوم بإفراز الأنزيمات الهاضمة والهرمونات التي تنظم مستوى السكر في الدم. يقع البنكرياس في الجزء العلوي من البطن، تحت الكبد، وهو عبارة عن غدة طوله 15.24 سم، وتتميز بتكوين ثلاث مناطق رئيسية هي الرأس والجسم والذيل. ولكن مثل أي عضو آخر، قد يعاني البنكرياس من بعض الأمراض التي تؤثر على وظائفه، ومن بينها الكيسات البنكرياسية التي يمكن أن تكون حقيقية أو كاذبة.

الكِيسات البنكرياسية الحقيقية والكاذبة

الكِيسة البنكرياسية الحقيقية

الكِيسة البنكرياسية الحقيقية هي جيب مغلق مغطى بنسيج ظهاري، يحتوي على سائل داخل البنكرياس أو حوله. وتعتبر هذه الكيسات نادرة، وعادة ما تكون مصحوبة بأعراض واضحة. قد تكون حميدة أو خبيثة، وتستلزم العلاج بناءً على نوعها وحجمها.

الكِيسة البنكرياسية الكاذبة

الكِيسة البنكرياسية الكاذبة هي نوع من الكيسات التي لا تحتوي على نسيج ظهاري، بل تتشكل نتيجة التهاب البنكرياس، وتحتوي على سائل بنكرياسي مصاب بالالتهاب أو مادة شبه صلبة. ويطلق عليها "كاذبة" لأنها ليست مغطاة بنسيج خلايا الظهارة كما في الكيسات الحقيقية. وتعد أكثر الأنواع شيوعًا حيث تمثل 75-80% من حالات الكيسات البنكرياسية.

الأنواع والأسباب

توجد أنواع متعددة من الكيسات البنكرياسية، بما في ذلك الكيسات الكاذبة والحقيقية والسرطانية. وتحدث الكيسات الكاذبة عادة بسبب التهاب البنكرياس الحاد أو المزمن، وقد تكون نتيجة انسداد القنوات البنكرياسية. يعد التهاب البنكرياس الناتج عن حصوات المرارة أو الإفراط في شرب الكحول من الأسباب الأكثر شيوعًا لهذه الكيسات.

الأعراض

تتفاوت أعراض الكيسات البنكرياسية بين الحادة والخفيفة، وقد تكون غير محسوسة في بعض الحالات. وتشمل الأعراض الشائعة:

• الألم الشديد في البطن الذي قد يمتد إلى الظهر.
• الغثيان والتقيؤ.
• انتفاخ البطن.

المضاعفات

على الرغم من أن معظم الكيسات البنكرياسية (الحقيقية والكاذبة) لا تتسبب في مضاعفات، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل:

• الالتهابات التي قد تؤدي إلى خراج بنكرياسي.
• تمزق الكيسة أو نزيفها، مما يعرض حياة المريض للخطر.
• انسداد القناة الصفراوية مما يؤدي إلى اليرقان الانسدادي (اصفرار الجلد والعينين).
• ارتفاع الضغط في الأوردة البابية (ارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي أو الطحالي).

التشخيص

تشخيص الكيسات البنكرياسية قد يكون معقدًا نظرًا لتشابه أعراضها مع حالات صحية أخرى. يتطلب التشخيص استخدام تقنيات التصوير مثل:

• الموجات فوق الصوتية للكشف عن الكيسات أو حصوات المرارة.
• التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) الذي يوفر معلومات تشخيصية دقيقة.
• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للكشف عن السوائل والمخلفات في الكيسات.
• التنظير باستخدام الموجات فوق الصوتية لتقديم تقييم أدق للكيسة.
• التنظير الباطني بالطريق الراجع لتصوير القنوات الصفراوية والبنكرياس.

العلاج

في العديد من الحالات، تختفي الكيسات البنكرياسية الكاذبة من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى العلاج. ومع ذلك، عندما تستمر الأعراض أو تزداد حجم الكيسة عن 6 سم، يتم اللجوء إلى واحدة من ثلاث طرق لتصريف الكيسات:

• التصريف بالتنظير، وهي من أكثر الطرق قبولًا.
• التصريف باستخدام القسطرة عبر الجلد، التي تستخدم أنبوبًا مجوّفًا لتصريف السائل.
• التصريف الجراحي، حيث يتم التدخل الجراحي لتصريف السائل من الكيسة.

غالبًا ما يفضل التصريف بالتنظير لأن التدخل فيه أقل، ولا يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مقارنة بالجراحة المفتوحة.

التكهنات

في الغالب، تكون التكهنات حول الكيسات البنكرياسية الحقيقية والكاذبة جيدة، خاصة إذا كان المريض يتلقى العلاج المناسب. ولكن في بعض الحالات، قد تتطلب الكيسات استئصالًا جراحيًا إذا كانت هناك مخاوف من تحولها إلى سرطان أو حالة ما قبل سرطانية.

التصريحات الطبية

في تصريح لدكتور "أحمد عبد الرحمن" أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد بجامعة القاهرة، قال: "إن الكيسات البنكرياسية، وخاصة الكاذبة، تعد من أبرز المضاعفات التي قد تنجم عن التهاب البنكرياس المزمن. ومع تقدم التقنية في التشخيص والعلاج، أصبح من الممكن التعامل مع معظم الحالات بشكل غير جراحي، مع تجنب المخاطر الكبيرة المرتبطة بالجراحة المفتوحة."

وأضاف الدكتور "محمد إبراهيم" استشاري الأمراض الباطنية: "التصريف بالتنظير يظل الخيار الأمثل في معظم الحالات، حيث تتميز هذه الطريقة بفعالية عالية في إزالة السوائل من الكيسة دون الحاجة إلى جراحة كبيرة، مما يقلل من احتمالات المضاعفات."