مدونة
اللثغة.. الأسباب والعلاج لتجاوز مشكلة النطق
اللثغة.. الأسباب والعلاج لتجاوز مشكلة النطق
التخصصات الطبية
اللثغة.. الأسباب والعلاج لتجاوز مشكلة النطق
calendar
2024-12-10
تُعد اللثغة واحدة من اضطرابات النطق الشائعة التي يعاني منها الكثير من الأطفال والكبار على حد سواء، ورغم أن العديد من الأشخاص قد يتجاوزون هذه المشكلة مع مرور الوقت، إلا أن البعض الآخر قد يستمر في مواجهة تحديات في النطق طوال حياته.
doctor avatar
طريق الصحه
degree
-
reviews
0 مرجعات
rating
0

تُعد اللثغة واحدة من اضطرابات النطق الشائعة التي يعاني منها الكثير من الأطفال والكبار على حد سواء، ورغم أن العديد من الأشخاص قد يتجاوزون هذه المشكلة مع مرور الوقت، إلا أن البعض الآخر قد يستمر في مواجهة تحديات في النطق طوال حياته.

 

في هذا المقال، سنغطي أسباب اللثغة، تأثيرها على الفرد، وكيفية تشخيصها وعلاجها، مدعمة بالمصادر العلمية والطبية الموثوقة.

 

ما هي اللثغة؟

 

اللثغة هي اضطراب نطقي يحدث عندما يواجه الشخص صعوبة في نطق بعض الحروف بشكل صحيح. قد تكون الحروف التي تتأثر بالنطق في اللثغة هي عادة الحروف الصفيرية مثل "س"، "ش"، "ز"، "ص"، و"ج"، وقد يكون النطق مغيرًا أو مشوشًا، مما يسبب صعوبة في وضوح الكلام. يُعرف هذا النوع من الاضطرابات بكونه غالبًا ما يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، ولكنه قد يستمر أحيانًا إلى مرحلة البلوغ إذا لم يُعالج بشكل مناسب.

 

تُوضح جمعية اضطرابات الكلام واللغة (ASHA) أن اللثغة تعد واحدة من أكثر مشكلات النطق شيوعًا التي تؤثر على الأطفال في سن ما قبل المدرسة، لكنها أيضًا قد تحدث نتيجة لعوامل أخرى مثل الشلل الدماغي، الحوادث، أو الأمراض العصبية.

 

أسباب اللثغة

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى اللثغة، وقد تكون مرتبطة بالعوامل الجينية أو البيئية أو الطبية. وفقًا للمعهد الوطني للصحة (NIH)، يمكن تقسيم أسباب اللثغة إلى عدة فئات رئيسية:

 

أسباب وراثية: في بعض الحالات، يمكن أن تكون اللثغة موروثة من أحد الوالدين أو الأجداد. الدراسات التي أجراها المعهد الوطني للصحة تشير إلى وجود رابط بين وجود اللثغة في العائلة وزيادة احتمالية الإصابة بها في الأجيال التالية.

 

تأثيرات بيئية: قد تحدث اللثغة نتيجة لتأثيرات بيئية، مثل النمو في بيئة لا تشجع على التحدث المبكر، أو وجود اضطرابات في تطور اللغة والنطق.

 

مشاكل في الجهاز العصبي: قد تؤدي إصابة الشخص بمشاكل في الجهاز العصبي، مثل إصابة في الدماغ أو مرض عصبي، إلى اضطرابات نطقية تتضمن اللثغة. الجمعية الأمريكية للتأهيل العصبي (AAN) تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل السكتات الدماغية أو إصابات الدماغ قد يواجهون صعوبة في النطق.

 

مشاكل في الفم أو الأسنان: في بعض الأحيان، قد تكون مشكلات في أسنان الفم أو مشاكل تشريحية أخرى في منطقة الفم والفك سببًا في اللثغة، مما يسبب صعوبة في إنتاج بعض الأصوات بشكل صحيح.

 

أنواع اللثغة

اللثغة يمكن أن تظهر بأشكال متعددة، تتفاوت في حدتها وفي نوع الحروف المتأثرة. بعض الأنواع تشمل:

 

اللثغة السائلة (Lisp): في هذه الحالة، يتم نطق الحروف مثل "س" و"ز" بطريقة غير دقيقة، مما يجعل الصوت يشبه "الصفير".

اللثغة الأسطوانية: حيث يواجه الشخص صعوبة في نطق الأصوات الحادة مثل "ش" و"ص"، مما يؤدي إلى تشويه في النطق.

اللثغة الشديدة: وهي النوع الذي يعاني فيه الشخص من صعوبة في نطق أغلب الحروف بشكل صحيح.

 

تشخيص اللثغة

تشخيص اللثغة يتم عادة عن طريق تقييم مفصل للحالة اللغوية والنطقية من قبل أخصائي في العلاج النطقي واللغوي، وفقًا للجمعية الأمريكية لأطباء النطق واللغة (ASHA)، يتم التشخيص عبر:

 

مقابلة مع المريض: يسأل الأخصائي عن التاريخ الطبي للشخص والعوامل البيئية والعائلية.

اختبارات النطق: تشمل هذه الاختبارات التحدث إلى الشخص وسماع كيفية نطقه لبعض الكلمات أو الأصوات.

تقييم اللسان والفم: قد يتطلب الأمر فحص الفم للتأكد من أن الهيكل التشريحي للفم والأسنان غير مسؤول عن اضطراب النطق.

 

علاج اللثغة

هناك العديد من الطرق المتاحة لعلاج اللثغة، وهي تعتمد على السبب وشدة الاضطراب، وفقًا للمعهد الوطني للصحة، يمكن تقسيم العلاج إلى:

 

العلاج النطقي: يشمل العلاج النطقي التدريب على تحسين النطق والتعامل مع أصوات معينة تتسبب في اللثغة، ويُعد العلاج النطقي من أكثر العلاجات فاعلية، حيث يُعلم المريض كيفية إنتاج الأصوات بشكل صحيح باستخدام تقنيات خاصة.

 

العلاج الفكّي: في حالة وجود مشاكل هيكلية في الفم أو الأسنان، قد يتطلب الأمر علاجًا من قبل طبيب أسنان أو أخصائي تقويم.

 

العلاج النفسي: في بعض الحالات، قد يكون علاج اللثغة مرتبطًا بتقليل القلق أو تحسين الثقة بالنفس لدى المريض، خاصة إذا كان يعاني من التوتر المرتبط بالحديث أمام الآخرين.

مدونات مقترحة