
سرطان اللسان هو نوع من أنواع السرطان الذي يبدأ في الخلايا الموجودة على سطح اللسان، يمثل هذا النوع من السرطان جزءًا من فئة أوسع من السرطانات تعرف بالسرطان الفموي، وهو من الأمراض التي تشهد تزايدًا ملحوظًا في عدد الحالات في بعض المناطق.
ورغم أن سرطان اللسان يعتبر أقل شيوعًا مقارنة بأنواع أخرى من السرطان، إلا أنه يمكن أن يكون مميتًا إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه في وقت مبكر.
في هذا المقال، سنتناول الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان اللسان، الأعراض التي يجب الانتباه لها، طرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى الوقاية والتقليل من المخاطر.
ما هو سرطان اللسان؟
سرطان اللسان هو نوع من السرطان ينشأ في خلايا اللسان، وهو عادة ما يبدأ في الخلايا المسطحة الموجودة على سطح اللسان التي تسمى الخلايا الحرشفية، ويعتبر سرطان اللسان من أنواع السرطان التي تنتمي إلى سرطان الفم أو سرطان الرأس والعنق، وفقًا لمعهد السرطان الوطني الأمريكي (National Cancer Institute)، يوجد نوعان من سرطان اللسان:
سرطان اللسان القاعدي: الذي يصيب الجزء الخلفي من اللسان.
سرطان اللسان الأمامي: الذي يصيب الجزء الأمامي من اللسان.
يحدث السرطان عندما تبدأ الخلايا في اللسان في النمو بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى تكوُّن كتلة أو تقرح قد يمتد مع مرور الوقت.
أسباب سرطان اللسان
رغم أن الأسباب الدقيقة لسرطان اللسان غير واضحة، إلا أن الدراسات تشير إلى عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان، طبقًا للموقع الطبي "مايو كلينيك" (Mayo Clinic)، تشمل الأسباب الرئيسة:
التدخين واستهلاك التبغ: يعد التدخين واستخدام التبغ بأشكاله المختلفة من أبرز العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان اللسان، حيث أن المواد الكيميائية الضارة في التبغ تؤدي إلى تلف الخلايا في الفم.
تناول الكحول بشكل مفرط: هناك علاقة وثيقة بين شرب الكحول بشكل مفرط وزيادة خطر الإصابة بسرطان اللسان، خاصة إذا كان الشخص يدخن أيضًا.
التعرض المفرط لأشعة الشمس: إن التعرض للأشعة فوق البنفسجية يمكن أن يؤدي إلى نوع من سرطان اللسان يسمى سرطان الخلايا القاعدية، والذي يرتبط بالتعرض للشمس.
العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV): تشير دراسات "المجلة البريطانية للسرطان" (British Journal of Cancer) إلى أن فيروس HPV يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان اللسان، خاصة في المناطق الخلفية من اللسان.
أعراض سرطان اللسان
يختلف ظهور الأعراض من شخص لآخر، ولكن الأعراض الأكثر شيوعًا تشمل:
ظهور قرحة أو تقرحات: يظهر في الفم قرح أو تقرحات لا تلتئم بعد فترة طويلة.
ألم أو تورم في اللسان أو الفم: يمكن أن يشعر المريض بألم مستمر في اللسان أو الفم.
صعوبة في البلع أو مضغ الطعام: يؤدي المرض في بعض الحالات إلى صعوبة في البلع أو مضغ الطعام بسبب تورم اللسان.
تغيرات في الصوت: قد يعاني بعض المرضى من بحة في الصوت أو صعوبة في التحدث.
نزيف: يمكن أن يلاحظ المريض نزيفًا غير مبرر في الفم أو اللسان.
تشخيص سرطان اللسان
يشمل تشخيص سرطان اللسان عدة خطوات مهمة. يبدأ الطبيب عادة بإجراء فحص سريري شامل للفم واللسان، وإذا اشتبه في وجود ورم أو تغيرات غير طبيعية، يوصي بإجراء اختبارات إضافية. حسب "المعهد الوطني للسرطان" (National Cancer Institute)، يمكن أن تشمل هذه الاختبارات:
الخزعة: يتم أخذ عينة من الأنسجة المشتبه فيها لتحليلها في المختبر.
التصوير بالأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي: لتحديد مدى انتشار السرطان ومدى تأثيره على الأنسجة المحيطة.
التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): لفحص مناطق أخرى من الجسم للتأكد من عدم انتشار السرطان.
علاج سرطان اللسان
يعتمد علاج سرطان اللسان على مرحلة السرطان وحجمه وموقعه. من العلاجات المتاحة:
الجراحة: إذا تم اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة، قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية لإزالة الورم أو جزء من اللسان المصاب.
العلاج الإشعاعي: يستخدم في العادة بعد الجراحة لضمان القضاء على الخلايا السرطانية المتبقية، أو إذا كان السرطان قد وصل إلى مرحلة متقدمة.
العلاج الكيميائي: في حالات السرطان المتقدمة أو في حالة انتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم، قد يحتاج المريض إلى العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية.
العلاج المناعي: في بعض الحالات الحديثة، قد يتم استخدام العلاج المناعي لتحفيز جهاز المناعة لمكافحة الخلايا السرطانية.
الوقاية من سرطان اللسان
بينما لا يمكن الوقاية تمامًا من الإصابة بسرطان اللسان، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقليل المخاطر:
-الإقلاع عن التدخين وتقليل استهلاك الكحول.
-الحد من التعرض لأشعة الشمس المباشرة.
-الحفاظ على نظافة الفم والأسنان.
استشارة الطبيب بانتظام للفحص المبكر، خاصة إذا كنت تنتمي إلى مجموعة خطر مثل المدخنين أو متناولي الكحول.