مدونة
متلازمة اليد الغريبة.. لغز طبي يثير الدهشة
متلازمة اليد الغريبة.. لغز طبي يثير الدهشة
الأعصاب
متلازمة اليد الغريبة.. لغز طبي يثير الدهشة
calendar
2024-12-14
تمثل متلازمة اليد الغريبة واحدة من أكثر الاضطرابات العصبية غرابة وتعقيدًا، ورغم ندرة هذه المتلازمة، إلا أنها تسلط الضوء على أهمية التداخلات بين نصفي الدماغ وتأثيرها على التحكم الحركي
doctor avatar
طريق الصحه
degree
-
reviews
0 مرجعات
rating
0

تمثل متلازمة اليد الغريبة واحدة من أكثر الاضطرابات العصبية غرابة وتعقيدًا، ورغم ندرة هذه المتلازمة، إلا أنها تسلط الضوء على أهمية التداخلات بين نصفي الدماغ وتأثيرها على التحكم الحركي، مع التقدم الطبي، قد تظهر تقنيات أكثر تطورًا تتيح السيطرة على هذه الحالة وتحسين جودة حياة المرضى.


ما هي متلازمة اليد الغريبة؟


متلازمة اليد الغريبة، وبالإنجليزية: Alien Hand Syndrome، هي حالة عصبية نادرة تجعل إحدى اليدين أو الساقين تتصرف بإرادة حرة دون تدخل من الشخص، تتسم هذه الحالة بتصرفات غريبة وغير مقصودة قد تبدو كأنها نابعة من "عقل" مستقل لتلك اليد، مما يسبب إحساسًا غريبًا لدى المصاب بأن هذه اليد ليست جزءًا من جسده، في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل تعريف المتلازمة وأسبابها وأعراضها وسبل علاجها.


حسب "National Institutes of Health"، معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، تُعرف متلازمة اليد الغريبة أيضًا باسم متلازمة دكتور سترينجلوف (Dr. Strangelove Syndrome)، نسبةً إلى شخصية ظهرت في فيلم ستانلي كوبريك الشهير عام 1964.


 في الفيلم، كان الدكتور سترينجلوف يعاني من ذراع يتصرف بشكل مستقل ويرفع التحية النازية دون إرادته، مما يضطره لاستخدام يده الأخرى لإيقاف هذا التصرف.


تحدث هذه المتلازمة عندما تتحرك اليد أو الساق المصابة بشكل تلقائي، وكأنها خاضعة لسيطرة خارجية، يشعر المصاب بإحساس طبيعي في اليد، مثل الألم والوخز، لكنه يفتقد القدرة على السيطرة عليها، مما يجعلها تبدو غريبة أو كأنها لا تنتمي إلى جسده.


حقائق عن متلازمة اليد الغريبة

-تم تسجيل أول حالة لهذه المتلازمة عام 1909.

-غالبًا ما تؤثر على اليد الأقل استخدامًا (مثل اليد اليسرى عند الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى).

-يمكن أن تُلحق اليد المصابة الضرر بالمصاب عن طريق القيام بتصرفات مؤذية.

-تُعد المتلازمة أكثر شيوعًا لدى البالغين لكنها قد تصيب الأطفال أيضًا.


أسباب متلازمة اليد الغريبة

تقول مجلة Brain and Nerve Journal العلمية، إن هذه المتلازمة تنجم عن خلل عصبي يؤدي إلى عدم تكامل النشاط بين نصفي الدماغ، وقد تتعدد الأسباب كالتالي:


إصابات الدماغ:


-السكتة الدماغية.

-الصدمات الدماغية.

-الأورام أو تمدد الأوعية الدموية.

-الأمراض التنكسية العصبية مثل الزهايمر.


الجراحات الدماغية:


-الجراحات التي تفصل بين نصفي الدماغ، مثل العمليات التي تشمل شق الجسم الثفني (Corpus Callosum)، وهو الرابط الرئيسي بين نصفي الكرة المخية.


-جراحات علاج الصرع التي تؤثر على التوصيلات العصبية.


الآفات الدماغية:


الآفات التي تؤثر على القشرة الجدارية الخلفية أو المناطق الحركية التكميلية، والتي تلعب دورًا أساسيًا في التحكم في الحركات الإرادية.


أعراض متلازمة اليد الغريبة


عدم القدرة على التحكم في اليد المصابة: تتحرك اليد بشكل مستقل وتقوم بتصرفات غير مرغوبة، مثل لمس الوجه، غلق الأزرار، أو الإمساك بأشياء دون قصد.


شعور غريب تجاه اليد: يشعر المصاب وكأن اليد "غريبة" عنه ولا تنتمي لجسده، وكأن قوة خارجية تتحكم فيها.


تشخيص متلازمة اليد الغريبة

يُعد تشخيص هذه المتلازمة تحديًا كبيرًا نظرًا لندرتها وتعقيدها، يشمل التشخيص:


الملاحظة السريرية: مراقبة حركات اليد الغريبة ودراسة التاريخ الطبي للمريض.


الفحوصات التصويرية:

-التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

-التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan) للكشف عن أي تلف في الدماغ.


علاج متلازمة اليد الغريبة

لا يوجد علاج نهائي لهذه الحالة حتى الآن، لكن العلاجات التالية تُستخدم لتخفيف الأعراض:


العلاجات الدوائية:

توكسين البوتولينوم ويساعد في تحسين التحكم بالعضلات.


عوامل الحجب العصبي العضلي: تُعطى عن طريق الوريد أو العضل لتقليل النشاط العضلي غير الطبيعي.


البنزوديازيبينات: تُستخدم لتقليل القلق المرتبط بالحالة.


العلاجات السلوكية:


صندوق المرآة: يُستخدم لتحفيز الدماغ وتقليل الشعور بالحركات غير المرغوبة.

العلاج السلوكي المعرفي: يساعد المريض على تطوير استراتيجيات للتعامل مع الأعراض.

تقنيات التدريب المرئي المكاني: تُعزز القدرة على تحليل الحركات وتمثيلها عقليًا.


التدخل الذاتي للمريض:


إصدار أوامر شفهية لليد: محاولة إيقاف الحركات عن طريق التحدث إليها.

إلهاء اليد المصابة: إمساك شيء بيد المصابة لمنعها من التصرف بشكل عشوائي.

تقييد حركة اليد: مثل الجلوس عليها لتثبيط الحركة.