مدونة
الحكّة الشّرجيّة.. دراسة طبية شاملة عن الأسباب والأعراض والعلاج
الحكّة الشّرجيّة.. دراسة طبية شاملة عن الأسباب والأعراض والعلاج
التخصصات الطبية
الحكّة الشّرجيّة.. دراسة طبية شاملة عن الأسباب والأعراض والعلاج
calendar
2024-12-09
الحكّة الشّرجيّة هي حالة مرضية جلدية تتمثل في شعور بالحكة أو الهرش في المنطقة المحيطة بالشرج، وتزداد عادة في الليل أو بعد عملية التغوط.
doctor avatar
طريق الصحه
degree
-
reviews
0 مرجعات
rating
0

تناولت دراسة حديثة نشرتها مجلة Journal of Dermatology and Clinical Medicine في يناير 2024، في تفاصيلها أحدث الأبحاث حول "الحكّة الشّرجيّة" وسبل علاجها، مع تسليط الضوء على العلاقة بين العوامل الجسدية والنفسية وتأثيراتها على تطور المرض.

 

ما هي الحكّة الشّرجيّة؟

الحكّة الشّرجيّة هي حالة مرضية جلدية تتمثل في شعور بالحكة أو الهرش في المنطقة المحيطة بالشرج، وتزداد عادة في الليل أو بعد عملية التغوط. تتسبب هذه الحالة في التهيج الشديد، حيث يؤدي الحكة المستمرة إلى زيادة الاحمرار والتهيج، مما يجعل الوضع أكثر سوءًا بدلًا من التخفيف منه. من المثير أن الحكّة قد تتفاقم أيضًا نتيجة للتمسيد القوي باستخدام الأظافر أو بعض المواد الكيميائية.

 

العوامل التي تؤدي إلى جفاف المنطقة الشرجية وتهيّجها

قد يتسبب استخدام أنواع معينة من الصابون التي تحتوي على مواد كيميائية قاسية أو مناديل تنظيف صحية قاسية، في جفاف المنطقة الشرجية وتهيّجها. كما يمكن أن يؤدي التعرق المفرط أو بقايا البراز المتبقية بعد التغوط إلى تهيج المنطقة بشكل كبير، مما يؤدي إلى الشعور بالحكة المزعجة. علاوة على ذلك، يؤدي التعرق المفرط أو تعرض المنطقة لظروف بيئية غير مناسبة إلى زيادة تفاعل الجلد مع المواد المسببة للتحسس.

 

أنواع الحكّة الشّرجيّة

تنقسم الحكّة الشّرجيّة إلى نوعين رئيسيين:

  1. الحكّة الشّرجيّة الأولية (مجهولة السبب): وهي الأكثر شيوعًا، ولا يوجد لها سبب محدد، وتُعتبر هذه الحالة الأكثر انتشارًا بين الأنواع المختلفة.
  2. الحكّة الشّرجيّة الثانوية: وهي ناجمة عن حالات مرضية أخرى مثل الالتهابات الجلدية، الفطريات، أو الأمراض الجسدية، والتي تتسبب في تهيج الجلد وزيادة الحكة.

 

نسبة انتشار الحكّة الشّرجيّة

تشير الدراسات إلى أن الحكّة الشّرجيّة تصيب ما يقارب 1-5% من الناس بشكل عام، وتزداد فرص الإصابة بين الرجال بشكل ملحوظ. حيث تُظهر الإحصائيات أن احتمالية الإصابة تكون أعلى لدى الرجال بنحو 4 مرات مقارنة بالنساء، بينما تمثل الحكّة الشّرجيّة الأولية ما بين 50-90% من الحالات بشكل عام.

 

أسباب الحكّة الشّرجيّة

لا تعود الحكّة الشّرجيّة عادة إلى نقص في عادات النظافة الشخصية، بل تنتج غالبًا عن الإفراط في استخدام الصابون أو المواد الكيميائية الأخرى أثناء تنظيف المنطقة الشرجية. من العوامل الأخرى المساهمة في تهيّج المنطقة:

  1. احتباس العرق: في المناطق المحيطة بالشرج قد يؤدي إلى الحكة الشديدة.
  2. الأطعمة والمشروبات: يمكن أن يكون لبعض الأطعمة مثل الأطعمة الحارة، الحمضيات، والمشروبات الغازية دور في تفاقم الحالة.
  3. الأمراض الجلدية: مثل التهاب الجلد التماسي أو الأكزيما (التهاب الجلد التأتبي).
  4. الأمراض الطفيلية: مثل ديدان الدبوسية، وهي شائعة بين الأطفال.
  5. مشاكل القولون: بما في ذلك مرض كرون أو الإمساك المزمن.

 

تشخيص الحكّة الشّرجيّة

يبدأ التشخيص بسؤال الطبيب عن التاريخ الطبي للمريض، وتحديد الأعراض المصاحبة مثل نوعية التغوط والتكرار. ثم يتم الفحص السريري للبحث عن أي علامات على الالتهابات الجلدية أو أمراض أخرى محتملة. في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى أخذ عينة من الجلد للتحقق من وجود التهابات بكتيرية أو فطرية.

 

طرق علاج الحكّة الشّرجيّة

العلاج يركز على تحسين عادات النظافة الشخصية للمنطقة الشرجية، كما يتم توجيه العلاج بناءً على السبب الكامن وراء الحكة. طرق العلاج تشمل:

الأدوية الموضعية: مثل الكريمات أو المراهم التي تحتوي على هيدروكورتيزون بنسبة 1% لتخفيف الحكة والتورم.

الأدوية الفموية: مثل المضادات الحيوية أو مضادات الفطريات في حالات الالتهابات البكتيرية أو الفطرية.

حقن الميثالين الأزرق: وهي تقنية تستخدم في الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الموضعية، حيث تُحقن صبغة الميثالين الأزرق تحت الجلد لتخفيف الألم والحكة.

 

نصائح العناية الشخصية

من النصائح التي يوصي بها الأطباء للمساعدة في إدارة الحكة الشرجية:

  • تجنب الحكة المفرطة: ارتداء قفازات قطنية نظيفة أثناء النوم للحد من الحكة غير الإرادية.
  • النظافة الجيدة: استخدام الماء بدلاً من الصابون أو المناديل الرطبة لتنظيف المنطقة بعد التغوط.
  • ترطيب المنطقة: استخدم مسحوق نشا الذرة أو قطعة قطنية للحفاظ على جفاف المنطقة.
  • الابتعاد عن المواد المهيجة: تجنب استخدام المستحضرات المعطرة أو المنظفات الكيميائية.

 

تصريحات من الأطباء العالميين

  • د. جوناثان كوهين، أستاذ الأمراض الجلدية في جامعة هارفارد، قال في تصريح حديث: «إن الحكّة الشّرجيّة قد تكون أكثر تعقيدًا مما تبدو، ويجب على الأطباء أن يأخذوا بعين الاعتبار جميع العوامل المسببة لها، بما في ذلك العوامل النفسية والجسدية. يجب أن يكون العلاج موجهًا بناءً على السبب الأساسي للحالة.»

  • د. ماريا فيلاسكيز، استشارية في أمراض الجلد في مستشفى مايو كلينيك، أكدت في تصريح رسمي: «التشخيص الدقيق هو العنصر الأساسي في علاج الحكّة الشّرجيّة، ويجب أن يشمل تشخيص الأسباب الجذرية مثل الأمراض الجلدية أو الطفيلية أو حتى المشاكل الصحية العامة مثل اضطرابات القولون.»