يعاني مرضى الفشل الكلوي من الحاجة إلى جلسات غسيل الكلى المنتظمة، وهو علاج ضروري ولكنه محفوف بالمخاطر والمُضاعفات المُحتملة، ومع ذلك، حقق الباحثون اختراقًا كبيرًا في هذا المجال، قد يغيّر مستقبل العلاج.
يمثل الابتكار الجديد في الكلى الاصطناعية بارقة أمل لملايين المرضى حول العالم، حيث يوفر بديلًا فعالًا وآمنًا للعلاجات التقليدية، ومع التطورات المستمرة في مجال رعاية الكلى، يمكن أن نشهد مستقبلًا أكثر إشراقًا للمرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي المزمن.
وظائف الكلى وأهمية الحفاظ عليها
تؤدي الكلى دورًا حيويًا في الجسم، حيث تصفي الدم من السموم والفضلات، بالإضافة إلى تنظيم ضغط الدم، ومع تدهور وظائف الكلى، تصبح هذه المهام أكثر صعوبة، مما يضطر المرضى للخضوع إلى جلسات غسيل الكلى بشكل منتظم، وهي عملية تستغرق وقتًا طويلًا وتؤثر على نمط حياتهم.
يبلغ عدد الأشخاص الذين يخضعون لغسيل الكلى المزمن في الهند حوالي 175 ألفًا، وفقًا لبحث عام 2020 نشرته مجلةKidney360 .
ابتكار الكلية الاصطناعية الحيوية
نجح باحثون في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو في تطوير نموذج أولي لكلية اصطناعية حيوية يمكن زراعتها في الجسم، دون الحاجة إلى أدوية أو معدات خارجية،وفقًا لتقرير نشره موقع "نيو أطلس".
تتكون الكلية الاصطناعية من جزئين رئيسيين:
مرشح الدم: مصنوع من أغشية السيليكون، ويقوم بإزالة السموم والفضلات من الدم.
مفاعل حيوي: يحتوي على وحدات الأنابيب الكلوية التي تنظم حجم الماء وتوازن الكهارل.
وللمرة الأولى، تمكّن الباحثون من تشغيل الجزئين معًا في جهاز واحد، حيث يتم توصيله بشرايين المريض الرئيسة، وينقل أحد الشرايين الدم غير المصفى إلى الجهاز، فيما يعيد الشريان الآخر الدم المصفى إلى الجسم، وقد أظهرت الاختبارات أن الجهاز يعمل باستخدام ضغط الدم فقط، دون الحاجة إلى مضخات أو مصادر طاقة خارجية.
غسيل الكلى وأنواعه
يُعد غسيل الكلى العملية الأساسية لإزالة فضلات التمثيل الغذائي من الجسم عندما تفشل الكلى في أداء وظيفتها، ويوجد نوعان رئيسان لهذه العملية:
غسيل الكلى الدموي: يتم فيه ترشيح الدم خارج الجسم.
غسيل الكلى البريتوني: يتم داخليًا عبر تجويف البطن.
يخضع المرضى لغسيل الكلى بشكل دوري نتيجة الفشل الكلوي الحاد أو المزمن، خاصة في المرحلة الخامسة من مرض الكلى المزمن، التي تتطلب علاجًا مدى الحياة أو حتى إجراء عملية زرع كلى.
أنواع الفشل الكلوي
الفشل الكلوي الحاد: يحدث بشكل مفاجئ ويتطلب في بعض الحالات غسيلًا مؤقتًا، في كثير من الأحيان، يتعافى المرضى كليًا أو جزئيًا.
الفشل المزمن: ينجم عن استمرار القصور في وظائف الكلى، ويقسم إلى 5 مراحل بناءً على معدل فلترة المواد الضارة مثل الكرياتينين.
الفشل النهائي: يتطلب علاجًا تعويضيًا دائمًا للحفاظ على حياة المريض.
نصائح للمرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى
رغم التحديات، يمكن للمرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى أن يعيشوا حياة طبيعية نسبيًا إذا التزموا ببعض النصائح الأساسية:
الالتزام بخطة العلاج: يجب عدم تفويت جلسات غسيل الكلى لتجنب المضاعفات.
مراقبة كمية السوائل: تجنب تراكم السوائل بين الجلسات.
اتباع نظام غذائي صديق للكلى: تقليل تناول الصوديوم والفوسفور والبوتاسيوم بالتعاون مع اختصاصي تغذية.
تناول الأدوية الموصوفة: وفق تعليمات الطبيب.
الحفاظ على النشاط البدني: لتحسين الصحة العامة.
مراقبة ضغط الدم: لتقليل الضرر على الكلى.
إدارة التوتر: عبر تقنيات الاسترخاء وممارسة الهوايات.
التثقيف الصحي: لمعرفة الخيارات العلاجية والمشاركة الفاعلة في خطة العلاج.
النظافة الجيدة: لتقليل مخاطر العدوى، خاصة المرتبطة بالقسطرة.