
يعد التهاب الدم، الذي يُعرف أيضًا بـ"الإنتان" (Sepsis)، من الحالات الطبية الخطيرة التي تهدد حياة الإنسان، يحدث هذا المرض عندما تنتشر العدوى في الجسم بشكل سريع وتؤثر على وظائف الأعضاء الحيوية.
ويعتبر الإنتان من الأسباب الرئيسة للوفاة في المستشفيات حول العالم، لذلك من الضروري فهم الأسباب التي تؤدي إليه، الأعراض التي قد تظهر على المريض، وطرق العلاج المتاحة.
في هذا المقال، سنتعرف على ماهية التهاب الدم، الأسباب التي تؤدي إليه، الأعراض المصاحبة له، وطرق العلاج والوقاية المدعمة بالمصادر الموثوقة.
ما هو التهاب الدم؟
التهاب الدم أو الإنتان هو رد فعل الجسم الزائد تجاه العدوى. عندما يصاب الجسم بعدوى معينة، يبدأ الجهاز المناعي في محاربة البكتيريا أو الفيروسات المسببة للمرض، ولكن في بعض الأحيان، قد تتسبب العدوى في تحفيز استجابة غير طبيعية في الجسم، مما يؤدي إلى التهاب منتشر في جميع أنحاء الجسم.
يمكن أن يؤدي هذا الالتهاب إلى حدوث فشل في الأعضاء الحيوية مثل الكبد، الكلى، الرئتين، والقلب.
بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، يُقدر أن الإنتان يصيب أكثر من 30 مليون شخص سنويًا في جميع أنحاء العالم، مما يجعله من أخطر الحالات الصحية التي تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا.
أسباب التهاب الدم
التهاب الدم عادة ما يحدث نتيجة العدوى البكتيرية، ولكن يمكن أن ينشأ أيضًا بسبب الفيروسات أو الفطريات، من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى التهاب الدم:
العدوى البكتيرية: العدوى البكتيرية هي السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالإنتان. يمكن أن تبدأ العدوى في أي مكان في الجسم مثل الرئتين (الالتهاب الرئوي)، المسالك البولية (التهاب المسالك البولية)، أو الجلد (التهاب الجروح)، وفي حالات نادرة، قد تنتقل العدوى من الجروح الجراحية أو الأجهزة الطبية مثل القساطر.
العدوى الفيروسية: في بعض الحالات، قد يؤدي الفيروس إلى التهاب الدم. من أشهر الفيروسات التي قد تسبب الإنتان: الفيروسات المسببة للإنفلونزا، وفيروسات مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) وفيروس كورونا (COVID-19).
العدوى الفطرية: تعتبر العدوى الفطرية سببًا نادرًا ولكنه ممكن للإصابة بالإنتان. وتحدث بشكل رئيس في الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
الإصابة بجروح خطيرة أو حروق: قد تؤدي الجروح العميقة أو الحروق الشديدة إلى الإصابة بالتهاب دم، خصوصًا إذا لم يتم علاج الجرح بشكل صحيح.
ضعف الجهاز المناعي: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل مرضى السرطان أو مرضى السكري غير المنضبط، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالإنتان، حسب مستشفى مايو كلينيك.
أعراض التهاب الدم
يجب الانتباه إلى الأعراض المبكرة لالتهاب الدم لتجنب تفاقم الحالة. تشمل الأعراض الشائعة:
- الحمى أو القشعريرة: تعتبر الحمى من الأعراض المبكرة للإنتان.
- تسارع ضربات القلب: يمكن أن يرافق التهاب الدم ارتفاعًا في معدل ضربات القلب.
- صعوبة في التنفس: قد يتسبب التهاب الدم في تدهور وظائف الرئتين.
- انخفاض ضغط الدم: يؤدي إلى شعور بالإغماء أو الدوار.
- تورم في الجسم: خاصًة في الأطراف أو عند الإصابة بعدوى في الأعضاء الداخلية.
- الارتباك أو فقدان الوعي: في الحالات الشديدة، قد يحدث اضطراب في الوعي بسبب تأثير الإنتان على المخ.
بحسب دورية طب الطوارئ، يعاني حوالي 40% من مرضى الإنتان من اضطرابات عقلية أو الارتباك الذهني، وهو ما يعد من الأعراض الخطيرة التي قد تشير إلى تدهور الحالة.
تشخيص التهاب الدم
يتم تشخيص التهاب الدم عن طريق الفحص الطبي الشامل. غالبًا ما يشمل الفحص:
الفحص السريري: حيث يفحص الطبيبالمريض للتحقق من الأعراض مثل الحمى، تسارع ضربات القلب، وصعوبة التنفس.
تحاليل الدم: تشمل تحاليل لتحديد وجود عدوى في الدم، وفحص مستوى الأوكسجين في الجسم.
أشعة أو فحوصات إضافية: قد يُطلب من المريض إجراء أشعة سينية أو تصوير بالأشعة المقطعية للتأكد من مكان العدوى.
علاج التهاب الدم
يعد التهاب الدم من الحالات الطبية الطارئة التي تتطلب تدخلًا سريعًا، العلاج يعتمد على السبب الكامن وراء العدوى ومدى شدة الحالة:
- المضادات الحيوية: في حالة العدوى البكتيرية، يتم علاج الإنتان بالمضادات الحيوية، يجب أن يبدأ العلاج في أسرع وقت ممكن للحد من تطور الحالة.
- الأدوية المضادة للفطريات أو الفيروسات: إذا كانت العدوى ناتجة عن فطر أو فيروس، يتم استخدام الأدوية المخصصة لهذه الأنواع.
- العلاج الداعم: قد يحتاج المريض إلى دعم وظائف الأعضاء مثل استخدام الأوكسجين أو إجراء غسيل الكلى في حالات فشل الأعضاء.
-التدخل الجراحي: في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا لإزالة مصدر العدوى، مثل إزالة الخراجات أو تصريف العدوى من الأعضاء الداخلية.
الوقاية من التهاب الدم
تعتبر الوقاية من التهاب الدم أمرًا بالغ الأهمية، خصوصًا للأشخاص المعرضين لمخاطر أكبر، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات للوقاية من العدوى:
- العناية الجيدة بالجروح: يجب تنظيف الجروح بشكل جيد وتغطيتها لمنع حدوث العدوى.
- التطعيمات: الحفاظ على جدول التطعيمات الموصي به للوقاية من الأمراض الفيروسية والبكتيرية.
- العناية الطبية المبكرة: من المهم الحصول على العلاج المناسب في حالة الإصابة بعدوى لتجنب تطورها إلى التهاب دم.
- بذلك، يمكن تقليل فرص الإصابة بالإنتان بشكل كبير باتباع أساليب الوقاية المناسبة والتشخيص المبكر.