بحث ودراسة طبية علمية.. الاستئصال البطني العجاني بالتنظير
2024-12-10
مدونة
بحث ودراسة طبية علمية.. الاستئصال البطني العجاني بالتنظير
التخصصات الطبية
بعد وضع المريض تحت التخدير العام، يتم تثبيت كاميرا التنظير في داخل بطن المريض. من خلال هذه الكاميرا، يستطيع الجراح رؤية الأعضاء الداخلية بدقة، وبالتالي يستطيع إجراء شقوق صغيرة تتراوح بين شقين إلى خمسة شقوق في جدار البطن، يتم من خلالها إدخال الأدوات الجراحية التي سيتم استخدامها لإجراء العملية.
طريق الصحه
الاستئصال البطني العجاني بالتنظير هو عملية جراحية معقدة تهدف إلى إزالة فتحة الشرج، المستقيم، والقولون السيني، وهو إجراء يُستخدم بشكل أساسي لعلاج الأورام السرطانية التي تتواجد في نهاية المستقيم أو في فتحة الشرج.
وتشتمل هذه العملية على عدة مراحل هامة تتطلب دقة كبيرة في تنفيذ الإجراءات الجراحية، كما أنها تساهم في تحسين حياة المرضى الذين يعانون من هذه الأورام من خلال تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة بعد الجراحة.
في هذه الدراسة، نناقش الخطوات الأساسية للعملية الجراحية، مع تسليط الضوء على التقنيات الحديثة المستخدمة مثل التنظير، بالإضافة إلى مرحلة ما بعد العملية والتعافي.
الأسباب الطبية لعملية الاستئصال البطني العجاني بالتنظير
وتعتبر الأورام السرطانية في فتحة الشرج أو المستقيم من الأسباب الرئيسية التي تستدعي إجراء عملية الاستئصال البطني العجاني. وفي حال فشل العلاجات الأخرى مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، يُعد الاستئصال الجراحي هو الحل الوحيد لاستئصال الأورام وحماية المريض من تفشي السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.
كما يتم اللجوء إلى هذه العملية في حالات التهاب القولون التقرحي أو الأمراض الالتهابية المزمنة التي تؤدي إلى تدمير الأنسجة والتسبب في الألم المزمن.
الخطوات الجراحية الأساسية لعملية الاستئصال البطني العجاني بالتنظير
تتطلب عملية الاستئصال البطني العجاني بالتنظير عدة خطوات متتابعة تتضمن الإعداد المسبق والتقنيات الجراحية المتقدمة، ومنها:
الخطوة الأولى: التحضير باستخدام التنظير
بعد وضع المريض تحت التخدير العام، يتم تثبيت كاميرا التنظير في داخل بطن المريض. من خلال هذه الكاميرا، يستطيع الجراح رؤية الأعضاء الداخلية بدقة، وبالتالي يستطيع إجراء شقوق صغيرة تتراوح بين شقين إلى خمسة شقوق في جدار البطن، يتم من خلالها إدخال الأدوات الجراحية التي سيتم استخدامها لإجراء العملية.
الخطوة الثانية: تهيئة القولون السيني والمستقيم للاستئصال
يقوم الجراح بفصل الأوعية الدموية الرئيسية التي تغذي الأجزاء المصابة من الأمعاء، وبالتالي يحد من تدفق الدم إلى المناطق التي سيتم إزالتها. بعد ذلك، يتم فصل القولون السيني والمستقيم عن الأنسجة المحيطة بها، استعدادًا لإزالتهما بشكل كامل.
الخطوة الثالثة: إزالة فتحة الشرج والمستقيم
بمجرد أن يكون القولون السيني والمستقيم جاهزًا للاستئصال، يقوم الجراح بقطع فتحة الشرج في منطقة العجان، وهي المنطقة الواقعة بين ساقي المريض. بعد إجراء القطع، يتم إزالة فتحة الشرج والمستقيم مع القولون السيني بشكل كامل.
الخطوة الرابعة: إجراء الفغرة
يقوم الجراح بعمل فتحة فغرة على الجانب الأيسر من البطن عبر أحد الشقوق الجراحية. هذه الفغرة هي فتحة في جدار البطن يتم من خلالها إخراج الفضلات. يتم إخراج جزء من القولون عبر الفغرة، ويتم خياطة الفغرة لتثبيتها في مكانها، ليتم إخراج الفضلات عبرها. هذه العملية تتطلب دقة لضمان عدم تسرب الفضلات أو حدوث أي مضاعفات.
النقاهة والشفاء بعد العملية
تتفاوت فترة بقاء المريض في المستشفى بعد عملية الاستئصال الجراحي ما بين خمسة إلى سبعة أيام، حيث يُراقب المريض عن كثب لضمان عدم حدوث أي مضاعفات. في هذه الفترة، يتم تثبيت كيس جمع الفضلات على الفغرة الجديدة. يلاحظ المريض خلال الأيام الأولى أن الجهاز الهضمي يحتاج لبعض الوقت لاستعادة نشاطه الطبيعي، وقد يدل مرور الغاز أو الفضلات عبر الفغرة على أن الأمعاء قد استعدت وظيفتها.
يبدأ المريض بتناول الطعام تدريجيًا، بدءًا من رقائق الثلج ثم السوائل، وأخيرًا الأطعمة الصلبة مع بدء الأمعاء بالعمل بشكل طبيعي. يُشرف الطاقم الطبي على مراقبة الحالة الصحية للمريض وشرح كيفية العناية بالفغرة بشكل سليم.
تصريحات الأطباء
د. أحمد الجندي، استشاري جراحة القولون والمستقيم في مستشفى جامعة القاهرة، قال في تصريح رسمي: «إن الاستئصال البطني العجاني بالتنظير يعد من العمليات الحديثة التي توفر بديلاً أقل توغلًا مقارنة بالجراحة التقليدية، وهي توفر للمرضى تعافيًا أسرع وألمًا أقل، ولكن يجب أن يكون المريض على دراية بكافة جوانب العملية، بما في ذلك العناية بالفغرة بعد الجراحة».
د. سارة حلمي، أستاذ الجراحة بكلية الطب جامعة الإسكندرية، أضافت: «من المهم أن يدرك المرضى أن هذه العملية هي خيار حيوي في حالات السرطان المتقدمة أو الأمراض المعوية المزمنة. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل الجوانب النفسية والصحية المرتبطة بتغيير نمط الحياة بعد الجراحة، من خلال العناية المستمرة بالفغرة وتعديل العادات الغذائية».
التعافي والرعاية المنزلية
بعد مغادرة المستشفى، يحتاج المريض إلى فترة تعافي تمتد لعدة أسابيع، حيث يتم مراقبة الفغرة والتأكد من عدم وجود أي تسرب. يشرح الممرضون للمريض كيفية العناية بالفغرة في المنزل، ويعطونه إرشادات بشأن كيفية تغيير كيس الفغرة، تنظيف المنطقة بشكل دوري، والحفاظ على النظافة الشخصية.
وتعد عملية الاستئصال البطني العجاني بالتنظير من الإجراءات الجراحية المتقدمة التي تساعد في علاج الأورام السرطانية في منطقة الشرج والمستقيم. على الرغم من تعقيد العملية، فإنها توفر للمريض فرصة للشفاء والتعافي في فترة زمنية أقل مقارنة بالطرق الجراحية التقليدية.
مدونات مقترحة
