
يعتبر ابيضاض الدم (أو اللوكيميا) من أخطر أنواع السرطان التي تؤثر على خلايا الدم، ويحدث عندما تنمو خلايا الدم البيضاء بشكل غير طبيعي وتتكاثر في نخاع العظام.
ورغم أن اللوكيميا تؤثر بشكل رئيس على خلايا الدم البيضاء، فإن تأثيراتها تكون شاملة وتؤثر على قدرة الجسم على محاربة العدوى، بالإضافة إلى تدمير خلايا الدم السليمة الأخرى مثل خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية.
في هذا المقال، سنتعرف على ابيضاض الدم من حيث الأسباب، الأعراض، أنواع المرض، طرق التشخيص والعلاج، إلى جانب آخر الأبحاث الطبية والعلمية في هذا المجال.
ما هو؟
ابيضاض الدم هو نوع من السرطان الذي يبدأ في الخلايا التي تشكل الدم في نخاع العظام، حيث تتغير الخلايا الدموية السليمة إلى خلايا غير طبيعية تتكاثر بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى تدمير خلايا الدم السليمة وزيادة في عدد خلايا الدم البيضاء غير الناضجة التي لا تقوم بوظائفها بشكل صحيح. يتسبب هذا في ضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى، وقد يؤثر على قدرة الدم على نقل الأوكسجين أو السيطرة على النزيف.
يُعتبر ابيضاض الدم من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الأطفال والبالغين، مع وجود اختلافات في شدة المرض حسب نوع اللوكيميا وعمر المريض، بحسب مؤسسة السرطان الأمريكية.
أنواع ابيضاض الدم
يتم تصنيف ابيضاض الدم إلى نوعين رئيسيين بناءً على سرعة تطور المرض ونوع الخلايا المتأثرة:
اللوكيميا الحادة: في هذا النوع من المرض، تتكاثر خلايا الدم البيضاء غير الناضجة بسرعة كبيرة وتنتشر في الدم بشكل مفاجئ، وتشمل الأشكال الرئيسة للوكيميا الحادة:
اللوكيميا الليمفاوية الحادة (ALL): تصيب بشكل رئيسي الأطفال، وتحدث عندما تبدأ الخلايا الليمفاوية (نوع من خلايا الدم البيضاء) في النمو بشكل غير طبيعي.
اللوكيميا النقوية الحادة (AML): تصيب البالغين والأطفال، وتؤثر على خلايا الدم البيضاء غير الناضجة في نخاع العظام.
اللوكيميا المزمنة: تطور هذه الحالة بشكل بطيء، حيث تنمو الخلايا السرطانية بشكل تدريجي. تشمل الأشكال الرئيسة للوكيميا المزمنة:
اللوكيميا الليمفاوية المزمنة (CLL): تصيب عادة البالغين، وقد تحدث على مدى سنوات قبل أن تظهر أعراض واضحة.
اللوكيميا النقوية المزمنة (CML): تتسم بنمو خلايا الدم البيضاء في نخاع العظام بشكل تدريجي، وقد تؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار.
أعراض ابيضاض الدم
تختلف أعراض ابيضاض الدم حسب نوعه ومدى تطوره، ومن أبرز الأعراض التي قد يعاني منها المصاب باللوكيميا:
التعب والإرهاق الشديد: يعتبر التعب الشديد والمستمر أحد الأعراض الرئيسية بسبب نقص خلايا الدم الحمراء السليمة.
الحمى المتكررة: يمكن أن تسبب اللوكيميا زيادة في درجات الحرارة بسبب العدوى المتكررة الناتجة عن ضعف جهاز المناعة.
النزيف والكدمات: نظرًا لأن اللوكيميا تؤثر على الصفائح الدموية، قد يعاني المريض من نزيف متكرر أو ظهور كدمات غير مبررة.
ألم في العظام أو المفاصل: تحدث هذه الآلام نتيجة لتضخم نخاع العظام بسبب التكاثر السريع للخلايا السرطانية.
تورم الغدد الليمفاوية أو الطحال والكبد: يحدث ذلك بسبب تراكم خلايا الدم السرطانية في هذه الأعضاء.
تشخيص ابيضاض الدم
لتشخيص ابيضاض الدم، يجري الطبيب عادة عدة فحوصات:
اختبارات الدم: يُجرى اختبار الدم لمعرفة عدد خلايا الدم البيضاء ومستوى الهيموجلوبين والصفائح الدموية.
فحص نخاع العظام: يتم أخذ عينة من نخاع العظام لفحص الخلايا وتحليلها بشكل دقيق.
اختبارات التصوير: مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لفحص أي تضخم في الأعضاء مثل الكبد والطحال.
بحسب المعهد الوطني للسرطان (NCI)، يعتبر فحص نخاع العظام من أهم أدوات التشخيص المؤكدة لابيضاض الدم.
علاج ابيضاض الدم
يختلف العلاج بناءً على نوع ابيضاض الدم وحالة المريض الصحية، وتتضمن خيارات العلاج:
العلاج الكيميائي: يُستخدم لتدمير الخلايا السرطانية في الدم ونخاع العظام. يُعتبر العلاج الكيميائي من العلاجات الأساسية في حالات اللوكيميا الحادة.
زراعة الخلايا الجذعية: في بعض الحالات، قد يتم اللجوء إلى زراعة الخلايا الجذعية لتحفيز تكوين خلايا دموية جديدة في نخاع العظام بعد تدمير الخلايا السرطانية.
العلاج المستهدف: يشمل استخدام أدوية تستهدف الخلايا السرطانية بشكل دقيق، مثل الأدوية المثبطة للإنزيمات (مثل جليفك لعلاج اللوكيميا النقوية المزمنة).
العلاج الإشعاعي: قد يُستخدم في حالات معينة لتقليص حجم الأورام أو القضاء على الخلايا السرطانية.
أبحاث مستقبلية
تسعى الأبحاث العلمية المستمرة إلى تطوير علاجات جديدة وأكثر فعالية لابيضاض الدم.
ووفقًا لدراسة نشرتها مؤسسة السرطان البريطانية، هناك اهتمام متزايد في استخدام العلاج الجيني والعلاج المناعي لتحفيز جهاز المناعة لمكافحة الخلايا السرطانية.