مدونة
دراسة تسلط الضوء على الأسس الجينية لمرض الانسداد الرئوي المزمن
دراسة تسلط الضوء على الأسس الجينية لمرض الانسداد الرئوي المزمن
التخصصات الطبية
دراسة تسلط الضوء على الأسس الجينية لمرض الانسداد الرئوي المزمن
calendar
2024-12-09
المتغيرات الجينية المرتبطة بمرض الانسداد الرئوي المزمن لدى البالغين تؤثر بشكل كبير على وظائف الرئة لدى الأطفال والمراهقين، وتتحدى هذه النتائج الاعتقاد السائد بأن المرض ينشأ فقط نتيجة عوامل بيئية مثل التدخين، وتؤكد أن جذوره قد تمتد إلى مراحل الطفولة المبكرة.
doctor avatar
طريق الصحه
degree
-
reviews
0 مرجعات
rating
0

أظهرت دراسة حديثة أجراها معهد كارولينسكا في السويد أن المتغيرات الجينية المرتبطة بمرض الانسداد الرئوي المزمن لدى البالغين تؤثر بشكل كبير على وظائف الرئة لدى الأطفال والمراهقين، وتتحدى هذه النتائج الاعتقاد السائد بأن المرض ينشأ فقط نتيجة عوامل بيئية مثل التدخين، وتؤكد أن جذوره قد تمتد إلى مراحل الطفولة المبكرة.

 

تفاصيل الدراسة.. تحليل شامل للمتغيرات الجينية

 

ونُشرت الدراسة في مجلة eClinicalMedicine في أغسطس 2024، وشملت بيانات 112 ألف مشارك من 15 مركزاً أوروبياً. قام الباحثون بتحديد 82 متغيراً جينياً مرتبطاً بالمرض لدى البالغين، ودرسوا تأثيرها على وظائف الرئة لدى أكثر من 45 ألف طفل وشاب تتراوح أعمارهم بين 4 و50 عاماً.

 

وأظهرت النتائج أن هذه المتغيرات الجينية تؤثر على وظائف الرئة في مرحلة الطفولة المبكرة، بغض النظر عن العوامل البيئية مثل التدخين أو الجنس. وأكد البروفيسور إريك ميلين، المشرف على الدراسة، أن النتائج تغيّر النظرة التقليدية للمرض باعتباره "مرض المدخنين" فقط، مشيراً إلى أهمية الكشف المبكر والتدخل لدى الأفراد المعرضين للخطر وراثياً.

 

درجة المخاطر الجينية.. أداة لتقدير تأثير الوراثة

 

واستخدم الباحثون مفهوم "درجة المخاطر الجينية" لتقدير تأثير العوامل الجينية على وظائف الرئة، ووجدوا أن حوالي 6% من التباين في وظائف الرئة يمكن تفسيره بواسطة الجينات، ومع أن الدراسة ركزت على المشاركين الأوروبيين، إلا أنها تمهد الطريق لدراسات مستقبلية تشمل مجموعات عرقية أخرى.

 

النمو المبكر للرئة وأهمية التدخل في المراحل الأولى

 

وفي دراسة مكملة نُشرت في مجلة The Lancet في مارس 2024، أشار الباحثون إلى أن تطور الرئة يبدأ من الرحم ويستمر حتى البلوغ، حيث تصل وظائف الرئة إلى ذروتها قبل أن تبدأ بالتراجع التدريجي مع التقدم في العمر، ويمكن أن تتأثر هذه العملية بعوامل وراثية وبيئية، مما يؤدي إلى اختلافات في صحة الرئة بين الأفراد.

 

وأوضح الباحثون أن المستويات المنخفضة لوظائف الرئة منذ الصغر ترتبط بمخاطر متزايدة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، واضطرابات القلب والأوعية الدموية، وحتى الوفاة المبكرة.

 

استراتيجيات الوقاية والكشف المبكر

 

ومع هذه النتائج، يخطط الباحثون لتطوير استراتيجيات للكشف المبكر عن خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وتشمل هذه الاستراتيجيات إدراج قياسات وظائف الرئة ضمن الفحوصات الروتينية للأطفال، جنباً إلى جنب مع مراقبة الطول والوزن، لتحديد الأفراد الأكثر عرضة للخطر. يمكن لهذه التدخلات الوقائية أن تمنع تطور المرض لاحقاً.

 

خلفية عن مرض الانسداد الرئوي المزمن

 

يُعد مرض الانسداد الرئوي المزمن أحد الأسباب الرئيسية للوفاة وتدهور الصحة عالمياً، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. يُعرف المرض بتسببّه في انسداد مجرى الهواء وصعوبة التنفس نتيجة تلف الرئتين. تشمل أعراضه السعال المزمن، صعوبة التنفس، التعب، والصفير أثناء التنفس.

 

ورغم أن التدخين يُعتبر العامل الرئيسي المسبب للمرض، إلا أن عوامل أخرى مثل تلوث الهواء، التهابات الجهاز التنفسي المتكررة، والاستعداد الوراثي تلعب دوراً كبيراً.

 

التعايش مع المرض.. تحسين جودة الحياة

 

ويمكن للمصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن تحسين حالتهم الصحية من خلال تغييرات بسيطة في نمط الحياة، مثل ممارسة الرياضة المعتدلة، اتباع نظام غذائي صحي، وتنظيم النشاطات اليومية لتجنب الإجهاد. بالإضافة إلى ذلك، يلعب الدعم النفسي والاجتماعي دوراً مهماً في تعزيز قدرة المرضى على التعايش مع المرض.

 

نصائح لتحسين نوعية الحياة

 

-الالتزام بخطة العلاج التي يحددها الطبيب.

-ممارسة تمارين التنفس لتحسين كفاءة الرئة.

-الحصول على الدعم من العائلة والأصدقاء.

-التركيز على النوم الكافي والتغذية السليمة.

 

البحث يفتح آفاقاً جديدة للعلاج والوقاية

 

وتؤكد هذه الدراسات أهمية البحث العلمي في الكشف عن جذور الأمراض المزمنة مثل الانسداد الرئوي، ومن خلال دمج الفهم الوراثي مع التدخلات الوقائية، يمكن تحسين نتائج صحة الرئة والحد من تطور المرض في المستقبل.