
الإسهال هو حالة مرضية شائعة تصيب الكثير من الناس بشكل متكرر، حيث يتميز بوجود براز رخو أو سائل. في معظم الحالات، يُعد الإسهال غير خطير ويستمر لفترة قصيرة (من يومين إلى ثلاثة أيام)، ويمكن علاجه باستخدام الأدوية المتوفرة دون وصفة طبية. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الإسهال المزمن أو الشديد إلى نقص كبير في السوائل والأملاح الحيوية التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه الطبيعية، وهو ما قد يمثل خطراً صحياً على بعض الفئات مثل الأطفال وكبار السن والمرضى.
ما هي أعراض الإسهال؟
الأعراض الشائعة للإسهال:
- انتفاخ البطن أو مغص.
- براز رخو أو شبه سائل.
- الشعور بحاجة ملحة للتبرز.
- في بعض الحالات، الغثيان (توعك المعدة) أو الإقياء.
الأعراض المصاحبة للإسهال الشديد:
- خروج دم أو مخاط أو طعام غير مهضوم مع البراز.
- نقص الوزن أو الجفاف.
- الحُمّى.
- ألم شديد في البطن.
يُعد الإسهال الذي يستمر لأكثر من 24 ساعة، أو الذي يصاحبه حمى أو دم في البراز، مؤشرًا على وجود حالة صحية أكثر خطورة تستدعي زيارة الطبيب.
ما هي أسباب الإسهال؟
أسباب الإسهال متعددة، ومنها:
1. الإصابة بعدوى فيروسية: مثل الأنفلونزا المعوية (فيروسات الروتا أو النوروفيروس)، حيث تدوم عادة لبضعة أيام.
2. التهابات بكتيرية: مثل التسمم الغذائي الناتج عن بكتيريا مثل الإي كولاي، السالمونيلا أو الشيغيلا.
3. التهابات ناجمة عن ميكروبات: فطريات أو طفيليات قد تهاجم الجهاز الهضمي.
4. تناول أطعمة مُهيّجة للجهاز الهضمي: مثل الأطعمة الحارة أو الملوثات.
5. الحساسية الغذائية: مثل حساسية اللاكتوز أو الجلوتين.
6. الأدوية: بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية قد تتسبب في اضطرابات معوية.
7. العلاج الإشعاعي: قد يسبب أيضًا تغييرات في عمل الأمعاء.
كيفية علاج الإسهال؟
العلاج الدوائي
البيبتوبيزمول.
الإيموديوم.
الكاوبيكتيت: وهي أدوية تعمل على تقليل حركة الأمعاء وامتصاص الماء من الفضلات، مما يقلل من أعراض الإسهال.
علاج الإسهال الخفيف:
- تناول ملعقتين كبيرتين من البيبتوبيزمول أو الكاوبيكتيت بعد كل مرة يعاني فيها المريض من براز رخو.
- الإيموديوم: يمكن تناوله في حال لم يساعد الكاوبيكتيت في علاج الإسهال خلال 12 ساعة.
العلاج دون أدوية:
- الإكثار من السوائل: من المهم تعويض الجسم بالسوائل مثل الماء، عصائر الفواكه المخففة، أو المشروبات الرياضية.
- تناول الأطعمة قليلة الألياف: مثل البطاطا، الأرز، المعكرونة، الموز الناضج، وصلصة التفاح.
- تجنب الأطعمة المهيجة: الأطعمة الدهنية، المقلية، والفواكه والخضروات النيئة.
النصائح في حالات الإسهال المصحوب بمغص:
- تجنب الأطعمة التي تسبب الغازات مثل البقوليات والكرنب.
- تناول الروب مع مضادات حيوية في حال كان المريض يتناول أدوية مضادة للبكتيريا.
معالجة الشعور بعدم الارتياح في منطقة المستقيم:
- المغطس النصفي: الجلوس في ماء دافئ لتخفيف الألم.
- استخدام الفازلين أو كريم البواسير لتخفيف الحكة أو الالتهاب.
مخاطر الإسهال الطويل:
الإسهال المستمر قد يؤدي إلى الجفاف الشديد، ما يتسبب في فقدان الماء والأملاح اللازمة لوظائف الجسم الطبيعية. إذا كانت الحالة لا تتحسن أو يصاحبها أعراض مثل:
- تضاؤل كمية البول.
- تسارع ضربات القلب.
- جفاف الجلد.
- تسارع في مشاعر الانفعال.
- الصداع.
- تشوش الذهن.
في هذه الحالات يجب على المريض الاتصال فوراً بمقدم الرعاية الصحية.
مصادر طبية ودراسات علمية حديثة
دراسة طبية علمية:
- "The Role of Probiotics in Diarrhea Treatment" – American Journal of Gastroenterology. تشير الدراسة إلى أن استخدام المستنبتات الحية (البروبيوتيك) يمكن أن يساعد في علاج الإسهال الناتج عن المضادات الحيوية.
- "Diarrhea and Gut Health" – The Journal of Clinical Investigation. تطرقت هذه الدراسة إلى التأثيرات الصحية للإسهال المزمن وكيفية تجنب المضاعفات من خلال العلاج السليم.
- "Hydration and Electrolyte Management in Diarrhea" – International Journal of Pediatric Obesity. قدمت هذه الدراسة مؤشرات عن الطرق الفعّالة لمعالجة الجفاف الناتج عن الإسهال خاصة في الفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال وكبار السن.
آراء أطباء عالميين:
- د. مايكل غرين، استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى هارفارد الطبي: "الإسهال قد يبدو بسيطًا في البداية، ولكن إذا استمر لفترة طويلة أو صاحبته أعراض خطيرة مثل الحمى أو الدم في البراز، يجب أن يتم التعامل معه بحذر لتجنب المضاعفات مثل الجفاف الحاد."
- د. سارة روبينسون، أستاذة أمراض الأطفال في مستشفى جونز هوبكنز: "التعامل مع الإسهال عند الأطفال يحتاج إلى اهتمام خاص، خاصة في حالة الجفاف، حيث يتعين مراقبة السوائل وتعويضها بشكل مستمر لضمان تعافي الطفل."