مدونة
مقاومة الأنسولين ومقدمات السكري.. الأسباب والأعراض والعلاج
مقاومة الأنسولين ومقدمات السكري.. الأسباب والأعراض والعلاج
التخصصات الطبية
مقاومة الأنسولين ومقدمات السكري.. الأسباب والأعراض والعلاج
calendar
2024-12-09
تبين أن مرضى السكري من النوع الثاني الذين تم تشخيصهم في مراحل متأخرة من حياتهم لا يعانون دائمًا من نقص الأنسولين، بل كانت نسبة الأنسولين لديهم في بعض الحالات أعلى من النسب الطبيعية لدى غير المصابين بالسكري
doctor avatar
طريق الصحه
degree
-
reviews
0 مرجعات
rating
0

كانت بداية الأبحاث المتعلقة بـ مقاومة الأنسولين تركز على نقص مادة الأنسولين التي يفرزها البنكرياس، واعتبارها السبب الوحيد للإصابة بمرض السكري، واستمر هذا الاعتقاد حتى عام 1949، حين تم التشكيك للمرة الأولى في فعالية الأنسولين لدى بعض المرضى، وكان الباحث هيمسورث أول من استخدم مصطلحي "حساس للأنسولين" و"غير حساس للأنسولين"، بناءً على استجابة مستويات السكر في الدم للأنسولين مباشرة.

 

تطور فهم مقاومة الأنسولين

 

في الستينيات، ومع تطور وسائل فحص مستويات الأنسولين، تبين أن مرضى السكري من النوع الثاني الذين تم تشخيصهم في مراحل متأخرة من حياتهم لا يعانون دائمًا من نقص الأنسولين، بل كانت نسبة الأنسولين لديهم في بعض الحالات أعلى من النسب الطبيعية لدى غير المصابين بالسكري، وأثبتت الدراسات أن أنسجة هؤلاء المرضى لا تستجيب للأنسولين بالشكل الطبيعي، مما أتاح للعلماء تعريف مقاومة الأنسولين بأنها حالة ينتج فيها تركيز معين من الأنسولين استجابة بيولوجية أقل من الحد الطبيعي.

 

آلية عمل الأنسولين ودوره في الجسم

 

طبقًا لجمعية السكري الأمريكية (ADA)، يتم إنتاج الأنسولين في خلايا بيتا في البنكرياس، حيث ينتقل إلى مجرى الدم ومنه إلى أنسجة الجسم المختلفة، يقوم الأنسولين بدور رئيس في مساعدة الجلوكوز (السكر) على الانتقال من الدم إلى داخل الخلايا لتزويدها بالطاقة، وتتطلب هذه العملية دخول الجلوكوز عبر مستقبلات موجودة على سطح غشاء الخلية، هذه المستقبلات تتألف من 3 أجزاء:

 

-جزء خارجي يقع خارج الخلية.

-جزء يمر عبر غشاء الخلية.

-جزء داخلي داخل الخلية.

 

الخلل في هذه المستقبلات أو نقص عددها أو المواد الحيوية اللازمة لإتمام عملية النقل يؤدي إلى مقاومة الأنسولين.

 

أعراض مقاومة الأنسولين

لا يمكن الكشف عن مقاومة الأنسولين بمجرد الشعور بالأعراض، إذ يتطلب ذلك إجراء فحوصات دم دقيقة، ومع ذلك، قد ترتبط مقاومة الأنسولين ببعض العلامات التي تتضمن:

 

-زيادة محيط الخصر عند الرجال والنساء.

-ارتفاع ضغط الدم بمستوى 130/80 أو أعلى.

-مستوى جلوكوز الصيام أعلى من 100 ملليجرام/ديسيلتر.

-ارتفاع الدهون الثلاثية فوق 150 ملليجرام/ديسيلتر.

-انخفاض مستوى الكوليسترول النافع أقل من 40 ملليجرام/ديسيلتر للرجال، وأقل من 50 ملليجرام/ديسيلتر للنساء.

-بقع جلدية داكنة مخملية تُعرف بالشواك الأسود.

 

أسباب الإصابة بمقاومة الأنسولين

رغم أن السبب الدقيق غير واضح تمامًا، إلا أن هناك عوامل معروفة قد تؤدي إلى تطورها، وتشمل:

 

-اتباع نظام غذائي عالي السعرات أو الكربوهيدرات.

-تناول كميات كبيرة من السكريات لفترات طويلة.

-الإصابة بمتلازمات مثل مرض كوشينج أو تكيّس المبايض.

-تخزين الدهون الزائدة في الكبد والبنكرياس.

-وجود مستويات عالية من الالتهاب في الجسم.

 

عوامل الخطر

تشمل عوامل الخطر التي تزيد احتمالية الإصابة بـ مقاومة الأنسولين:

 

-زيادة الوزن أو السمنة، خاصة الدهون المتراكمة حول البطن.

-الخمول وقلة النشاط البدني.

-التدخين.

-اضطرابات النوم.

-ارتفاع ضغط الدم.

-الإصابة بمقدمات السكري أو أمراض القلب.

-تناول أدوية معينة، مثل الستيرويدات ومضادات الذهان.

 

مضاعفات مقاومة الأنسولين

إذا لم يتم التعامل مع مقاومة الأنسولين، فقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة تشمل:

 

-ارتفاع السكر في الدم أو انخفاضه بشكل حاد.

-النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

-أمراض الكلى.

-مشكلات في العين.

-السرطان.

-مرض الزهايمر.

 

تشخيص مقاومة الأنسولين

تشمل طرق التشخيص:

الفحص الجسدي: معرفة التاريخ الطبي للعائلة.

 

تحاليل الدم:

-اختبار جلوكوز الصيام: لفحص مستوى السكر بعد 8 ساعات صيام.

-اختبار تحمل الجلوكوز الفموي: يتضمن شرب محلول سكري وإجراء فحص دم بعد ساعتين.

-اختبار السكر التراكمي: يقيس متوسط مستوى السكر خلال 2-3 أشهر.

 

علاج مقاومة الأنسولين

 

1. تغييرات في نمط الحياة

النشاط البدني: ممارسة التمارين اليومية مثل المشي السريع.

فقدان الوزن: استشارة طبيب أو اختصاصي تغذية لتحديد الوزن المثالي.

اتباع نظام غذائي صحي: يركز على الفواكه، والخضروات، والبروتينات قليلة الدسم.

الإقلاع عن التدخين: يساعد في تحسين استجابة الجسم للأنسولين.

 

2. العلاج الدوائي

ثيازوليدينديون (Thiazolidinediones): يحسن حساسية الأنسولين ولكنه قد يسبب زيادة في الوزن.

بيجوانيد (Biguanides): يقلل إنتاج الكبد للجلوكوز ويحسن استجابة الجسم للأنسولين دون زيادة الوزن.

 

العلاقة بين الأمعاء ومقاومة الأنسولين

 

توصلت دراسة صينية نشرتها مجلة "نيتشر كومينكيشينز" العالمية، إلى أن أحد أنواع بكتيريا الأمعاء تلعب دورًا في تقليل مقاومة الإنسولين، وبالتالي الحماية من السكري من النوع الثاني.

 

الوقاية من مقاومة الأنسولين

رغم أن بعض عوامل الخطر مثل التاريخ العائلي لا يمكن التحكم بها، إلا أن تغييرات بسيطة في نمط الحياة تساعد في الوقاية:

 

-النشاط البدني المنتظم.

-اتباع نظام غذائي متوازن.

-فقدان الوزن.

-التوقف عن التدخين.

 

وفي النهاية نؤكد أن مقاومة الأنسولين حالة صحية خطيرة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب، لكنها يمكن أن تُدار وتُعالج من خلال اتباع أسلوب حياة صحي واللجوء للعلاجات الطبية عند الحاجة، التوعية بمخاطرها وتشخيصها مبكرًا يعدان خطوة حاسمة للوقاية من مضاعفاتها.

مدونات مقترحة